- الأشاعرة والماتردية في الاعتقاد
- اتباع المذاهب الأربعة في الفقه (مالك، الشافعي، ابو حنيفة واحمد)
- أهل التصوف على مسلك الامام الجنيد
منذ البعثة الشريفة انكبت مئات العقول والنفوس العظيمة على الهدى الرباني دراسةً وفهماً و استنباطاً وتاليفاً في اروع حركة علمية شهدتها البشرية قامت بترجمة الهدي الرباني الى واقع الادراك البشري.
وانتجت مئات الاف الكتب والمصنفات التي تطرقت الى مختلف العلوم وفتحت افاقاً بعيدة للعقل البشري. وفتح المسلمون باب المساهمة لكل شعوب الارض ووفروا الفرص لكل نوابغ الكرة الارضية الذين كانوا يلاقون في حواضر المسلمين نفس الفرص التي كانت تقدمها هذه الحواضر لابنائها دون تمييز.
واعاد المسلمون الاعتبار لانتاجات الشعوب السابقة وتعاملوا باحترام معها واخراج ما فيها من فائدة للبشرية وحفظوا فضل اهلها في الجهود التي بذلوها ولم يقوموا ابداً بسرقة انتاجات الشعوب الاخرى ونسبها لانفسهم كما فعل الاوروبيين عندما قاموا بسرقة وانتحال انتاجات العلماء العرب ونسبها لانفسهم في ابشع عملية سطو في التاريخ ويكاد لا يشذ عن هذه القاعدة الا القليل القليل منهم او ربما لم يشذ منهم الا من لم تُكتشف سرقته بعد، فاسماء كثيرة من نبغاء الغرب وفلاسفته، هم الى جانب اهتمامتهم العلمية والفلسفية ممتهنين نصب واحتيال ويمكن ايراد اسماء طنانة كثيرة كديكارت ودافنشي وكانط ووليم هارفي ودانتي وشامبوليون واللائحة تطول وستطول اكثر واكثر عندما تنكب الاجيال السنية القادمة على البحث وتفنيد الامور واعادة كتابة التاريخ بعيدا عن عمليات التزوير وقلب الحقائق التي قام بها الاوروبيون.
وهذه العادة الحقيرة في سرقة انتاجات الشعوب الاخرى وانتحالها ونسبتها لانفسهم ليست مقتصرة على الاوروبيين في العصر الحديث انما هذه عادةً متأصلة منذ ارسطو والذي يمكن اعتباره الى جانب صفته كفيلسوف لصاً من الطراز الاول نسب لنفسه كل ما وقعت يد الاسكندر عليه خلال حملته العسكرية التي وصلت الى الهند. كذلك فان معظم فلاسفة اليونان القديمة تلقوا علومهم في مصر واغلب ما قاموا بنشره وخاصة في علم الرياضيات هو ما تعلموه واتوا به من المعاهد والمعابد المصرية. ليس من المعيب هضم علوم الشعوب الاخرى والبناء عليها وتطويرها ولكن المعيب هو سرقة هذه العلوم وجحد جهود اهلها ومن ثم وصمهم بالجهل والتخلف وبذلك تكون الجريمة مزدوجة، جريمة السرقة وجريمة تدمير سمعة الشعوب المسروقة.
ان اهم ما يميز أمة آهل السنة والجماعة عن غيرها من الامم هو استمساكها بالهدى الرباني والعروة الوثقى التي تصل الحياة الدنيا بالحياة الاخرى وقد ابدع علماء اهل السنة والجماعة في وضع العلوم التي تعني بمختلف جوانب وجود الانسان كمخلوق يجتاز تجربة تنتهي به الى نتيجة يمتد امدها الى ما بعد الحياة الدنيا.
العلوم التي وضعها علماء اهل السنة والجماعة تم استنباطها جميعها من الهدي الرباني المتمثل بكتاب الله وبسنة رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والسلام، وتوخى علماء اهل السنة والجماعة الدقة المتناهية في التعبير واجتراح المصطلحات الدقيقة وعدم الوقوع في الشبهات.
بعد ثلاث قرون انكب فيها علماء المسلمين اكتملت المنظومة العلمية السنية واندرجت علومها تحت ثلاث ابواب تعالج كل منها جانبا من جوانب وجود الانسان كفرد وكجماعة. وتوافق تقسيمات العلوم التي انكب عليها علماءنا مع مراتب الاسلام الثلاثة : الاسلام / الايمان والاحسان. وهذا التصنيف مُستنبط من القران الكريم ومن السنة النبوية اضافة الى انه ورد بصريح العبارة في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : عن ان الاسلام هو :
1. شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمد رسول الله
2. اقامة الصلاة
3. إيتاء الزكاة
4. صوم رمضان
5. الحج الى بيت الله الحرام
وان الايمان هو :
ان تؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقضاء والقدر
وان الاحسان هو.:
ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك.
فكل مرتبة من مراتب الإسلام وضع علماء المسلمين (علماء أهل السنة والجماعة) ما اسموه بعلوم الالة بالتقسيم التالي :
- الاسلام / علوم الشريعة والفقه
- الايمان / علوم العقيدة
- الاحسان / علوم تزكية النفس (التصوف)
