المشايخ في السياسة


 تدخُل من يدعّون صفة دينية في السياسة هو من اكبر المصائب التي ابتليت بها شعبنا وهي السبب الاساسي في هزيمتنا النكراء امام بشار الاسد.

لقد عالجنا جزئياً الدور المجرم الذي قام به من يسمّون انفسهم بالاسلاميين في تدمير الثورة السورية من داخلها وطرد الجيش الحر والفصائل الثورية المقاتلة من المناطق التي تم تحريرها وتسليم هذه المناطق الى بشار الاسد وكيف تم مكافئة الاسلاميين عبر اقتطاعهم امارات في الشمال السوري يمارسون فيها سلطتهم بشكل ابشع من ممارسة بشار الاسد.
ونحن نأمل جيداً ان يكون شعبنا السوري قد تعلم الدرس وان يتم تحصين الساحة السورية من الاختراقات الاسلامية وان نذهب الى معركة التحرير بدون اختراقات اسلاموية وإلا ليكن بعلم الجميع ان المصير الذي ينتظرنا هو مصير الهنود الحمر في اميركا. مصير الهنود الحمر يتألف من فصلين :
- الفصل الاول هو ان تكون معرض كشعب لحملة ابادة منهجية تستهدف استئصالك.
- الفصل الثاني هو ان تكون موضوع حماية وجودك من الانقراض كأي فصيل حيواني مهدد بالانقراض وحتى تكون عبرة وفرجة للاخرين.
كل الذين انخدعوا بالاسلاميين استفاقوا من خداعهم على اصوات نسائهم تحت الوحوش الملتحية وانابيب نجاسة الحركات الاسلامية فاضت في بيوتهم قبل ان تتمدد الى بيوت السوريين.
نحن في حالة حرب، ولا نزال ضحية مشروع الابادة الذي يستهدفنا وعلينا الاستثمار في الوقت الضائع والإستعداد للمعركة القادمة. فاعدائنا اليوم هم في مرحلة إلتقاط الانفاس وإعادة حساباتهم وتصويب استراتيجياتهم وإستكمال عدتهم وعديدهم ولن يقفوا في منتصف الطريق.
نحن في مرحلة إعادة رسم خريطة القوى الاقليمية والعالمية والعالم اليوم في مخاض رسم التحالفات الجديدة.
ونحن خارج الساحة وسيتم رسم التحالفات وتقاسم النفوذ على حسابنا ونحن نائمون في العسل نوم الخراف.
إن ما انجزناه منذ ٢٠١١ شيء عظيم ودفعنا لذلك الاثمان الفادحة وانتقلنا بقدرة قادر من وضعية النعاج التي تنتظر دورها للذبح الى وضعية الاسود الهائجة.
من يقوم بنصف ثورة فهو كمن يحفر قبره بيديه.
عام ٢٠١١،كان لدينا كثورة من القوة العسكرية اكثر باضعاف مما كنا نحتاجه فعلاً لاقتلاع بشار الاسد ونظامه بالرغم من ان الساحة السنية كانت مكشوفة ومخترقة امنياً ولكن الذي ادى الى هزيمتنا في الجولة الاولى هو ان الساحة السنية كانت مكشوفة فكرياً وثقافياً.
لذلك نقولها ونعيد قولها وتكرار هذا القول حتى نكون كما وصف رسول الله المؤمن كيِّس فطِن لا يلدغ من جحر مرتين.
ونعيد ونكرر ان الذهاب الى معركة التحرير الشاملة قبل تحصين الساحة السنية فكرياً وثقافياً هو بمثابة انتحار.
لذلك قمنا وعلى مدى شهور وبشكل متدرج بنشر مواد من المنظومة الفكرية السنية ونحن على وعي تام بحجم المهمة وبالتراكمات التاريخية التي تثقل العقلية السنية والتي يعود بعضها الى ما بعد هزيمة الزاب حيث قام العباسيون بكتابة تاريخ مزور مليء بالتشيّع السياسي الذي اصبح عند المشايخ الجهلة ديناً يكفرّون ويفسقّون على اساسه الى درجة انك ترى الحقد يتقطّر من كلامهم عندما يذكرون بني امية وبخاصة الخليفة الراشد معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وابنه يزيد رحمه الله.
من اجل تحصين الساحة السنية فكرياً وثقافياً وبالتالي سياسياً حتى تستوفي الحد الادنى من الجهوزية قبل الاستحقاق القادم اي قبل المواجهة الشاملة لتحرير الشام واقتلاع نظام الاسد، لا بد من أداة لهذا التحصين وهذه يعني تنقية العقل المسلم من الاختراقات على انواعها لاجل ذلك وضعنا تحت تصرف شعبنا منظومة فكرية تُخرج الى حيز الوعي السني الثغرات وتضع الاصبع على مكامن الخطر وترفع سقف الفكر وتشكل رافعة للوعي السني.
بالرغم من الاخطاء المطبعية المتناثرة هنا وهناك وبالرغم من امكانية صقل العبارات وتحسين الاسلوب اي بالرغم من الشكل الذي يمكن تحسينه الى ما لا نهاية فإن النقاط التي طرحتها المنظومة الفكرية السنية هي إشكاليات يجب طرحها والتعامل معها وإتخاذ موقف منها.
ديننا الاسلام وهويتنا سنية والهوية السنية هي هوية حضارية تقترح ارضية مشتركة للتعايش بين مختلف الهويات والثقافات. الهوية السنية التي كانت لمدة الف عام الاساس وركيزة الحضارة العربية المسلمة هي الحضارة الوحيدة التي امنّت ظروف التعايش بين مختلف الشعوب على عكس الحضارات الاخرى التي قامت على ابادة شعوب باكملها بعد نهب ثرواتها والاستيلاء على تراثها وميراثها.
المنظومة الفكرية السنية هي بداية الطريق، ونريدها الشرارة التي تقدح العبقرية الشامية السنية والطريق مفتوح لمن سيذهب ابعد واعلى لقد وضعنا عتبة الباب ووضعنا مداميك يمكن البناء عليها او على الاقل يمكن الوقوف عليها للنظر ابعد.
نحن اهل السنة والجماعة هل لا زلنا في مستوى إقناع شعبنا واهلنا بان القوة العسكرية انما هي مظهر للقوة الفكرية والحضارية وان الانتصار في معركة الوعي هو الشرط الذي لا بد منه للانتصار في معركة التحرير !!
نعود الى موضوع المشايخ في السياسية.
اعلناها ونعيد اعلانها :
المشايخ في السياسة هم مطايا ابليس، مؤلاهتهم هي ذقونهم حيث تحت كل شعرة يتلطى ابليس من الابالسة، والخرق التي يضعونها على رؤوسهم هي شبيهة بالخرق الحمراء التي تلوح بها المومسات. المعلوم من الدين بالضرورة هو حصن كل مسلم ومسلمة ولا يزيد من يضعون انفسهم في خانة المشايخ المتسيّسين عن اي مسلم بشيء ابداً. الاسلام ليس سياسة والمعمم الذي يتحجج بان السياسية من الاسلام او انه حريص على الاسلام اكثر من غيره من نخب الامة فهو تاجر رخيص كالمومس التي تدلل على مفاتن جسمها امام القوادين. كل من يدّعي انه احرص على الدين من رجال ونساء المسلمين من اهل السنة وينعتهم بالعلمانيين او بالنواصب فهو عدو لله ولرسوله ولثورة اهل الشام. دروس ثورتنا المباركة منذ عام ٢٠١١ واضحة لقد تم اختراق ثورتنا بواسطة اصحاب الذقون. كفى غباءً.
العمل في السياسة ليس حكراً على احد وبإمكان كل من يتوخى في نفسه القدرة على المساهمة في العمل العام والاهتمام بإدارة شؤون الناس والقدرة على ان يكون في موقع سياسي يخدم من خلاله شعبه واهله.
الذين يعملون في السياسة وهم اهل التخصص في مجالاتهم والتخصص في اي مجال يؤشر على المقدرة العقلية للشخص كما يؤشر على ذكائه الذي اوصله الى النجاح في مجال من المجالات.
نحن نشجع شبابنا على التقدم لمواقع المسؤولية ولأخذ المبادرات ولاحتلال المواقع القيادية ولا نستثني من ذلك اؤلئك الذي تخصصوا في العلوم الشرعية.
لكن كل الطامحين الى القيام بدور سياسي انما يتكلون على خبرتهم التي كسبوها في مجالات تخصصاتهم وعلى التمارين العقلية التي خضعوا لها خلال دراساتهم ويقومون بإستخدام بإعادة تدوير خبرتهم وذكائهم في العمل السياسي وفوق كل ذلك فانهم يخضعون للتقييم من قبل الناس وفي نهاية المطاف يعود للناس صلاحية اعتمادهم في العمل السياسي او عدم الثقة بهم.
هذه هي آلية الانتخاب الطبيعية للقادة والتي سنعود اليها في المنظومة الفكرية السنية حيث يقوم الانسان بإنتداب ذاته على اساس القدرات الكامنة فيه ويضع شخصه للقبول والاعتماد امام الناس.
اما المشايخ الذين يتنطحون للعمل في السياسة فانهم يقومون بإستغلال صفتهم الدينية في فرض انفسهم وارائهم وكأنها اوامر دينية او سياسة شرعية يخلطون بجهلهم بين السياسي والفقهي.
هؤلاء مطايا ابليس اللعين، لان الكثير منهم يحمل فكراً شيعياً ويتطاول على أُمنا عائشة رضي الله عنها ويتطاولون على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نفروا للدفاع عن الاسلام ضد السبئيين والشيعة الذي قتلوا عثمان وارادوا تحريف القرآن وقالوا بحلول الله بعلي بن ابي طالب واختلقوا مئات الاف الاحاديث المكذوبة وادخلوا المعتقدات الباطنية الى دين الاسلام. هؤلاء مطايا ابليس لانهم يفاخرون انه لو عاد بهم الزمن الى الوراء اي الى زمن صفين لقاتلوا مع الجيش السبئي ضد اهل الشام وهل في رأس هؤلاء ذرة تفكير فإنه لو عاد الزمن الى معركة صفين بكل الوحوش البشرية الشيعية التي قتلت اطفالنا واغتصبت نسائنا لكانوا في الجيش السبئي برفقة هؤلاء المعممين الابالسة يؤازرهم بعضهم في قتال اجدادنا.
كما قلنا آنفاً، ان العمل السياسي ليس حكراً على احد ولا يُستثنى منه المعممين على انواعهم ولكن ان تعمل بالسياسة يعني انك ترضى بوضع نفسك موضع المسائلة ولا تمارس الدجل اي لا تستخدم مكانتك الدينية في تكريس دورك السياسي ولا تتلطى خلف عمامتك ولحيتك لتمارس ساديتك وعليك احترام الايات والاحاديث ولا تمتهنها بإستخدامها في دعم موقعك.
والله ولي التوفيق،
#المنظومة_الفكرية_السنية #مدونة_الوعي_السياسي
من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع

إرسال تعليق

أحدث أقدم