كل سني بامكانه ان يساهم في الانتصار السني وتقديم شىء ما ولو قليل ضمن امكانياته وفي امور هي في متناول يده. مياه البحر تتشكل من نقاط ماء وتجمّع نقاط الماء هو الذي يصنع البحر فكذلك نقاط الجهود السنية تصنع الزخم السني الذي يحقق الانتصار.
سنستعرض هنا الخطوات العملية التي تمكن السني من خدمة قضيته وإيفاء ذمته امام الله ورسوله.
على السني ان يتكل على نفسه وان يعمل على تثقيفها من خلال المنظومة الفكرية السنية لأن المنظومة الفكرية السنية تشكل ارضية الوعي السياسي وهي القاسم المشترك الذي على اساسه تتوحّد الرؤية السياسة وتجعل اقانيم التفكير بين الافراد السنة متقاربة.
توحيد الرؤية هو المقدمة الاساسية لتوحيد الجهود وبدون رؤية موحدة لا يمكن القيام بعمل موحد يجعل كل الجهود السنية تصب في اتجاه واحد.
اذا الخطوة الاولى هو ان يؤهل السني نفسه فكرياً من خلال المنظومة الفكرية السنية وان يرتقي بوعيه السياسي.
ثم في مرحلة لاحقة يعمل على نشر الفكر السني في محيطه السني ويساهم إذا أُمكن في بناء خلية سنية مع افراد سنيين على اساس المعرفة الشخصية اي ان السني يراقب ما حوله ويقوم بعملية فرز للاشخاص على اساس الانتماء السني.
يجب ان لا يكون السني معزولاً في محيطه والعمل الفردي لا يجدي نفعاً الا في حالات خاصة جدًا، فيد الله مع الجماعة.
وبعد الجهود الفردية التي يبذلها كل سني لتأهيل نفسه فكرياً وسياسياً يأتي دور العمل مع الجماعة بشكل هرمي تصاعدي، لتبدأ في مرحلة لاحقة مهمة تشكيل خلايا ومجموعات صغيرة يتم تشكيلها على اساس المعرفة الشخصية، يتدارس فيها اعضائها الامور الفكرية والسياسية و طريقة اسهامهم في النهضة السنية.
سنعود في سياق الحلقات القادمة لشرح الآليات الديناميكية الفردية في عملية الاعداد.
هذه الديناميكية تعتمد على هندسة الدوائر والانتداب الذاتي.
آلية هندسة الدوائر شبيهة بالدوائر التي تتشكل على سطح الماء عند القاء قبضة من الحصى في بحيرة ماء، حيث تتشكل دوائر صغيرة متحركة يتوسع اطارها حتى تتلامس مع بعضها البعض وتندمج لتشكل دوائر اكبر تتوسع هي الاخرى اطرها لتتلامس مع الدوائر الاخرى ليتكون في النهاية دائرة كبيرة تغطي سطح البحيرة باكملها.
قبضة الحصى هي الافكار التي تحتويها المنظومة الفكرية السنية وهي الافكار التي ينتجها المخاض الفكري على مستوى الساحة السنية في الداخل الشامي وخارجه.
المنظومة الفكرية السنية لا تختزل الحراك الفكري السني انما دورها هو دور المحفز ودور انتاج العنوانين والشاخص على طريق النهوض السني. وتبقى مسؤولية كل فرد سني في استنفار نفسه للمشاركة في معركة الوعي كاملة.
بذل الجهود على تثقيف نفسه وتوسيع افاقه وزيادة معلوماته هو واجب على كل سني وسنية.
فمعركتنا هي معركة ذكاء وايمان، فتنمية الذكاء يبدأ بالتفكير وتنمية الايمان يبدأ بالتفكّر.
الجهل بكل انواعه هو طريق الهزيمة ومطية النصر هي العلم.
فاعدائنا يملكون كل شيء وقد استباحوا فضائنا الفكري واستعمروا مدننا وقرانا ولديهم المال والسلاح ووسائل الاعلام وكثير من ابناء جلدتنا استهوتهم المكاسب او استسهلوا الانقياد للمنظومة الحاكمة ان كان عن ضعف او عن طمع او عن يأس.
لذلك فإن ظروفنا الراهنة، تفرض علينا طريقة وحيدة للعمل وهي ان نخوض معركة الذكاء والايمان.
الذكاء هنا يعني ان يثقف السني نفسه ويمد افاق تفكيره ويحدد لنفسه دوراً في اطار المشروع السني اي ان ينتدب نفسه لتأدية الدور الذي يراه مناسباً له في اطار تكاملي مع
الجهود السنية الاخرى.
لذلك على كل سني ان يكون جنديا في معركة الوعي، في الحد الادنى ومن ثم يرتقي بأدائه حسب قدراته وحسب الدور الذي ينتدب نفسه له وفق إمكاناته وبما تسمح به ظروفه الخاصة.
ليس المطلوب من اي سني القيام باي مجازفة او المخاطرة لتحقيق اي هدف انما الاكتفاء بما هو في متناول يده دون عناء او مجازفة لانه عليه ان يعلم ان هناك سني اخر بامكانه الوصول الى نفس الهدف دون عناء ودون مجازفة وهذا يعني الثقة التامة بالحاضنة الشعبية السنية وبقدرة الشباب السني على انتداب نفسه بالشكل المناسب لخدمة المشروع السني.
ميزة هذه الطريقة الديناميكية للعمل السني، انها لا تعطي الاعداء اي هدف يمكنهم التصويب عليه وتُبقي الحراك السني في فترة الاستعداد خارج امكانيات الخصوم والاعداء لمراقبته او تعطيله.
قوة الدينامكية السنية هي انها تؤدي الى تحقيق الانتصار السني باقل كلفة وباعتماد وسائل ديناميكية غير مكلفة وتؤدي الى ارباك الاعداء ويجعل كل اجراءاتهم المعادية تصب في خدمة المشروع السني.
.svg.png)