حديث منكر: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

إقرأ بعقلك دون تعصب وعاطفة!!

أقل ما يمكن قوله أنه مثير للعجب والضحك في آن واحد. فقط تأمل في متن الحديث بعيدا عن العاطفة، خالٍ من السوابق الذهنية المنحازة.. تغنيك عن النظر في سنده. ومع ذلك سأبين لكم بطلانه متناً وسنداً.

الصاعقة:

لك أن تتخيل أن الحديث هذا مروي عن عشرة من الصحابة الكرام و كل صحابي مروي عنه أكثر من ثلاث طرق- والصاعقة أن كل طريق فيها أكثر من ثلاثة ضعفاء ومدلسين وكذابين.

سأبدأ بذكر السند الذي هو مليء بالكوفيين الكذابين والوضاعين الروافض:

وسأكتفي بذكر ثلاث طرق لما فيهما من الكذابين والضعفاءما يكفينا عن سرد بقية الطرق:

الأولى:

الرواية عن أبي سعيد:

1- من طريق عبدالرحمن بن أبي نعم (١):

- قال يحيى بن معين (شيخ البخاري وإمام الجرح والتعديل في زمانه): أبن أبي نعم صعيف.

- بشار عواد معروف وخمسة من المحقيقين:

قالوا في الحديث: قلنا إسناده ضعيف ويحيى بن معين ضعف الطريق.

2- من طريق عطية.

- عطية العوفي: من الرافضة المشهورين.

- جاء في المسند المصنف المعلل: قلنا إسناده ضعيف، عطيه بن سعد العوفي الكوفي شيعي خبيث ليس بثقة ومدلس.

3 - من طريق حرب بن حسن الطحان.

- قال الأزدي: ليس حديثه بذاك.

_____

الثانية:

الرواية عم حذيفة ابن اليمان ثلاث طرق:

1- طريق المنهال بن عمر:

- من رواة كتاب كامل الزيارات لابن قولوية وموثق عند شيخ الرافضة الخوئي.

- وعده الطوسي (مؤلف كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) تارة في أصحاب الحسين وأخرى في أصحاب علي بن الحسين، وروى عن الأصبغ وهو رافضي خبيث بالاتفاق.

- المنهال ابن عمرو:

ماذا قال علماء السنة من الصدر الأول في المنهال:

- ابن عدي: المنهال من الضعفاء

- ابن الجوزي: المنهال من الضعفاء والمتروكين.

- قال أحمد: المنهال تركه شٌعبه.

يقول أحمد بن حنبل: ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد. (٤)

-قال ابن حزم: لم تثبت له شهادة في الإسلام، قاله المغيرة. أي شهادته لا تقبل.

وقال: كان لا يقبل في تافه نقل. فكيف بهذا الحديث.

قال: روى ابن أبي خيثمة أن المغيرة ابن مقصم الضبي، وقف على يزيد بن أبي زياد فقال: ألا تعجب من هذا الأعمش الأحمق، إني نهيته أن يروي عن المنهال بن عمرو وعن عباية ففارقني علا ألا يفعل. قال: ناشدتك الله تعالى هل كانت تجوز شهادة المنهل على درهمين؟ قال: اللهم لا.

- الجوزجاني: (جلاد الرواة الشيعة): قال عن المنهال سيء المذهب زائغ.

2- من طريق إبراهيم ابن سليمان.

- يقول ابن حجر: إبراهيم بن سليمان وقد ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة وهو أعلم به، وروى عن الأصبغ وهو رافضي خبيث بالاتفاق..(٣)

- أبو جعفر العقيلي: ابراهيم بن سلميان من الضعفاء.

3- من طريق الشعبي عن حذيفة.

- مرسل لأن الشعبي لم يسمعه من حذيفة ومراسيل الشعبي ضعيفة.

- يقول الأرناوؤط: الشعبي لا يعرف له سماع من حذيفه.

شرح علل الترمذي لابن رجب: ص ٥٣٦ جزء ١: وأما مراسيل الحسن البصري ففي كلام الترمذي ما يقتضي تضعيفها، مع مراسيل الشعبي.

فإن الحسن البصري ضعف راوٍ وكذلك الشعبي ثم رووا عنهم ومراسليهم لا تصح.

4- من طريق المسيب بن واضح : سيء الحفظ ومثله شيخه الخفاف، و عدا ذلك أبو عمر الأشجعي مجهول.

_______

صديقي القارىء:

لك أن تتخيل كمية الكذب والإفتراء في هذه الطرق الموضوعة لتروا كم حجم الاختراق الشعوبي للحديث عندنا لاسيما ذلك الذي اجتاحنا من خلال أحاديث المناقب التي أجمع علماء الحديث أنهم يتساهلون في روايتها، ولا يشددون إلا في أحاديث الأحكام دونها. وهذا من الأخطاء الكبيرة التي وقعوا فيها؛ فأحاديث المناقب في هذا الاتجاه تصنع ثقافة شعبية تشكل تربة خصبة لإنبات التشيع. والثقافة هي التي تحرك الشعوب وتنبني على أساسها المواقف وتكون مقدمة لتغير الأفكار والدين والأخلاق. وهذا لا يدركه إلا عالم له باع في علم النفس والاجتماع.

تعال لكي نثبت أن الحديث ضعيف متنا دون أن نحتاج لمناقشة السند أصلا:

الصاعقة:

متن الحديث

إن لفظ (سيدا شباب) يلزم منه – بمفهوم المخالفة – أن في الجنة شباباً وشيوخاً، وأن الحسنين تسنما رتبة سيادة الشباب. وهذا باطل؛ إذ إن جميع أهل الجنة يعودون شباباً؛ فليس في الجنة شيوخ. ودون الإقرار بهذا اللزوم يصبحان سادة أهل الجنة جميعاً بمن فيهم الأنبياء عليهم السلام. وهو من أفسد الأقوال وأوضحها تهافتاً وسخفاً!

ومن لوازم القول الأخير أن تكون هناك استثناءات يخرج بها بعض الأشخاص عن هذه السيادة ولا بد. مثلاً من غير المقبول أن يتسيد الحسنان على أبيهما. ولا على الأنبياء عليهم السلام، وكل هؤلاء في الجنة شباب! وقد ورد في بعض ألفاظ الحديث: (إلا ابني الخالة: عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا). ومفهومه الإطلاق عدا عيسى ويحيى عليهما السلام.

ثم إنه ليس في الجنة سيد ومسود. بل إن الله تعالى – وهو السيد الذي لا سيد معه – حلل المؤمنين من عبادته سبحانه! فكيف يأتي اثنان ليتسيدا من منحهم الله تعالى الحرية المطلقة؟

قد يتوهم الكثيرون أن الحسن والحسين رضي الله عنهما ماتا في عمر الشباب. وعلى هذا يصح الحديث من باب أنهم سيكونان سادة على من مات في ذلك العمر. لكن المفاجأة أن الرجلين ماتا شيوخاً لا شباباً؛ فالحسن توفي عن سبع وأربعين سنة، والحسين عن ثمان وخمسين.

الحديث إذن مضروب المتن من الأصل.

فهل من حاجة إلى التحقيق في السند؟

_____

تفصيل في سند الحديث قد يفيد بعض القراء:

كوااااارث:

سند الحديث

حكم الألباني (سلسلة الأحاديث الصحيحة:2/423-432) على الحديث بأنه صحيح متواتر.

وقبل أن نتوغل في كلام الألباني، لابد أن ندرك أن باب التصحيح قد أغلق في القرن الثالث، ولهذا اشترط البخاري العبقري الملاقاة والمعاصرة والمباشرة. فنتعجب ممن يصحح حديث بعد 1400 سنة دون معاصرة أو مجايلة أو مقابلة، وحجته (أي الألباني) في تواتره – طبقاً لما يظهر من التحقيق الذي أجراه – أنه روي عن عشرة من الصحابة. لنقف عند تحقيق الألباني في (السلسلة الصحيحة) كي نتبين قيمة هذا التصحيح، ونكتشف أن العقل الحديثي يشكو من الضعف ويدعو إلى الرثاء. وقد أسرف في البعد عن المتن، والاهتمام بالسند، ولم يلتزم حتى بالقواعد التي وضعها علماء الحديث، وأولها تعريف الحديث الصحيح!

ومن أعجب العجب أن يكون التواتر عند عالم كالألباني ليس أكثر من قيمة كمية سطحية بعيدة عن النوعية؛ فما دام أن في نهاية أسانيد الحديث عشرة من الصحابة استحق أن يوصف بالصحة والتواتر وإن كانت الأسانيد مضروبة وضعيفة، وفيها من البلايا ما فيها بشهادة الألباني نفسه على أكثرها!

لقد كتب الشيخ الألباني غفر الله له عشر صفحات في تحقيقه، الله وحده يعلم كم من الجهد والوقت بذل فيها ليخرج لنا بتلك النتيجة العجيبة (صحيح متواتر)! وكان يكفيه عن ذلك كله سطر واحد، أو عدة سطور يقف بها عند المتن وقفة يطرح فيها مع نفسه عدة تساؤلات لتبين له أن المتن لا يتفق والمنطق. عندذاك سيختلف موقفه من السند، ويجد نفسه في غنى عن كل العمليات الترقيعية التي تكلفها كي يصل إلى حكمه العجيب!

_____

سأزيدكم طريق ثالث:

من حديث علي، وله إليه أربعة طرق:

سأنقل ما قاله الألباني في الأسانيد، وأختصر الكلام مقتصراً فيه على قدر الحاجة:

- الطريق الأولى: فيها علي بن عبد الله، يرويه عن آبائه عن علي رضي الله عنه. أخرجه أبو نعيم (4/140) والخطيب البغدادي (تاريخ بغداد:12/4) ، وروى لعلي هذا بالإسناد الذي روى به حديث (سيدا شباب) قصة خرافية عن امرأة تقدمت إلى شريح ، فقالت: إن لي إحليلاً وإن لي فرجاً… (وساق الحديث وفيه) أنه أمر بِعَدِّ أضلاعها وقال: إن عدد أضلاع الرجل من الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعاً، ومن الجانب الأيسر سبعة عشر ضلعاً.

وهذا منافي للعلم والحقيقة فالأضلاع من الجانبين متساوية.

وعلق الخطيب البغدادي على القصة فقال: قال ابن أبي حاتم الرازي في كتاب (الجرح والتعديل): سمعت أبي يقول: كتبت هذا الحديث لأسمعه من علي بن عبد الله، فلما تدبرته، فإذا هو شبيه الموضوع، فلم أسمعه على العمد.

قال الألباني: ومَن فوقه من آبائه فلم أعرفهم. (يعني مجاهيل).

- الطريق الثانية: عن الحارث الأعور. قال الألباني: والحارث الأعور ضعيف

- الطريق الثالثة: عن أبي حفص الأعشى. قال الألباني: وأبو حفص هذا لم أعرفه.

- الطريق الرابعة: عن أبي جناب. قال الألباني: وأبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية، ضعفوه لكثرة تدليسه.

الكاااارثة:

أن الألباني رغم سرده لكل هؤلاء الضعفاء والمدلسين يقول بما أنه تواتر ذكر الحديث حتى لو كانوا كذابين وضعفاء رواته فإن الحديث حسن

ما هو السبب؟ فقط لأنه روي من عدة طرق.