ليس في الأئمة الأربعة من يرجع إلى علي بن أبي طالب في فقهه

 قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ج7 ص526:

أهل الكوفة - التي كانت داره - كانوا قد تعلموا الإيمان، والقرآن وتفسيره، والفقه، والسنة من ابن مسعود وغيره، قبل أن يقدم علي الكوفة.
وأما أهل المدينة ومكة فعلمهم أيضا ليس مأخوذا عنه، وكذلك أهل الشام والبصرة فهذه الأمصار الخمسة: الحجازان، والعراقان، والشام، هي التي خرج منها علوم النبوة من العلوم الإيمانية والقرآنية والشريعة.
واعلم أن أهل الكوفة وأصحاب ابن مسعود، كعلقمة، والأسود، وشريح، والحارث بن قيس، وعبيدة السلماني، ومسروق، وزر بن حبيش، وأبي وائل، وغيرهم هؤلاء كانوا يفضلون علم عمر وعلم ابن مسعود على علم علي، ويقصدون في الغالب قول عمر وابن مسعود دون قول علي.
فليس في الأئمة الأربعة - ولا غيرهم من أئمة الفقهاء- من يرجع إليه في فقهه
* أما مالك، فإن علمه عن أهل المدينة، وأهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي، بل أخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة عن زيد، وعمر، وابن عمر، ونحوهم.
فهذا موطأ مالك ليس فيه عنه ولا عن أحد أولاده إلا قليل جدا، وجمهور ما فيه عن غيرهم، فيه عن جعفر تسعة أحاديث، ولم يرو مالك عن أحد من ذريته إلا عن جعفر، وكذلك الأحاديث التي في الصحاح، والسنن، والمساند منها قليل عن ولده، وجمهور ما فيها عن غيرهم.
* أما الشافعي فإنه تفقه أولا على المكيين أصحاب ابن جريج، كسعيد بن سالم القداح، ومسلم بن خالد الزنجي. وابن جريج أخذ ذلك عن أصحاب ابن عباس،، كعطاء وغيره، وابن عباس كان مجتهدا مستقلا، وكان إذا أفتى بقول الصحابة أفتى بقول أبي بكر وعمر لا بقول علي، وكان ينكر على علي أشياء.
* وأما أبو حنيفة فشيخه الذي اختص به حماد بن أبي سليمان، وحماد عن إبراهيم، وإبراهيم عن علقمة، وعلقمة عن ابن مسعود، وقد أخذ أبو حنيفة عن عطاء، وغيره.
وما يعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق، ولا عن أبيه مسألة واحدة.
* وأما الإمام أحمد فكان على مذهب أهل الحديث، أخذ عن ابن عيينة، وابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، وابن عمر، وأخذ عن هشام بن بشير، وهشام عن أصحاب الحسن وإبراهيم النخعي، وأخذ عن عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح وأمثالهما، وجالس الشافعي، وأخذ عن أبي يوسف، واختار لنفسه قولا، وكذلك إسحاق بن راهويه، وأبو عبيد ونحوهم.
كتبه فضيلة الشيخ الدكتور وسام العظمة (دكتوراه في علم الحديث)

إرسال تعليق

أحدث أقدم