وسنواصل سوياً استكشاف آليات وأدوات معركة الايمان والذكاء.
لا يمكننا خوض معركة التحرير بدون الاستعداد لها.
يجب ان نخوض معركة التحرير بطريقة تحرم العدو من استخدام قوته وادواته وتعطل اسلحته التي يمتلكها.
اي اننا سنخوض هذه المعركة بطريقتنا السنية الخاصة والتي تناسب ظروف المعركة التي نخوضها.
في المرحلة القادمة سنعتمد الآليات الديناميكية في الحراك وليس الآليات الميكانيكية.
ما الفرق بين الاليات الميكانيكية والاليات الديناميكية ؟
الفرق بين الآليات الديناميكية والآليات الميكانيكية هو ان الالية الميكانيكية تحتاج إلى إمكانيات مادية وهيكليات تنظيمية غير متوفرة اصلاً.
كما ان الآليات الميكانيكية معروفة من الجميع وحركتها مكشوفة وهي الطريقة التقليدية في العمل الميداني، يعني وجود قيادة مركزية وتراتبية تنظيمية وتشكيل مجموعات واجتماعات ومراكز ووسائل تحرك لوجستية وغيرها من مستلزمات التنظيم والادارة والتحكم، الخ، ..
الآليات الميكانيكية حركتها ثقيلة وتأخذ وقتا طويلا لتحقيق اهدافها وتؤدي إلى هدر جزء كبير من الجهود والطاقات فقط للحفاظ عليها وصيانتها.
اعتماد الآليات الميكانيكية اي الوسائل القديمة في الحراك السني لا جدوى منه وضعنا السني الراهن وفي ظروفنا الحالية بل ان الذهاب في هذا الطريق هو بمثابة انتحار والعصابة النصيرية تحلم وتتمنى ان نعتمد هذه الوسائل التقليدية (الأليات الميكانيكية) لانه بذلك سيكون سهلاً عليها القضاء على اي حراك سني قادم.
لتوضيح الامور سنعدد ادناه المعطيات التي تجعلنا لا نعتمد الآليات الميكانيكية او الوسائل التقليدية في الحراك السني :
. الآليات الميكانيكية تحتاج الى امكانيات مادية غير متوفرة والى تمويل غير متوفر وحتى لو انه تم توفير التمويل اللازم سيكون تمويلا مشروطاً بالتبعية.
. الاليات الميكانيكية تحتاج الى هيكلية تنظيمية على شكل حزب او جماعة ونحن نريد حراكاً شعبياً وان نفعّل عملية فرز القيادات من رحم الحراك الشعبي السني كما كان الحال عام ٢٠١١. نحن لم نتمكن من تحقيق هدف فوز القيادات من رحم الحراك الشبابي السني خلال ثورتنا المباركة عام ٢٠١١ بسبب ان الحاضنة السنية كانت تحتاج الى وقت اطول لفرز قياداتها مما احتاجته القوى المعادية لاختراق الثورة. فقد تمكن اعدائنا من اختراق الثورة بواسطة الاخوان المسلمين وتدميرها من الداخل وبأيدي ابنائها كما شرحناه سابقاً في فصل تقييم الثورة السورية في المنظومة الفكرية السنية، والسبب الاساسي الذي مكّن الاعداء من اختراق ثورتنا المباركة عام ٢٠١١ هو ضعف المناعة الفكرية وحالة التسيّب التي كانت السائدة في الساحة السنية. لذلك نكرر انه يجب تحصين الحاضنة السنية فكرياً بواسطة المنظومة الفكرية السنية الجولة الثانية.
. إعتماد الآليات الميكانيكية يحتاج الى التحرك بحرية في حيّز جغرافي آمن وهذا غير متوفر حالياً.
باختصار الآليات الميكانيكية تعني محدودية الحركة وصعوبتها وبطئها وارهاق قدراتنا بمتطلبات شروط بقائها، وهدر قوتنا واستنزافها بدون طائل.
. الاليات الميكانيكية تكون مكشوفة ويمكن رصدها ومراقبتها بكل سهولة وبالتالي يمكن القضاء عليها.
اذاً الاليات المناسبة للمشروع السني هي الآليات الديناميكية لانها تتميز :
. بعدم حاجتها إلى الإمكانيات المادية.
. امكانية وضعها موضع التنفيذ بسرعة قياسية.
. قدرتها على الفرز النوعي للنخب السنية ميدانياً بشكل طبيعي من خلال الانتخاب الطبيعي والانتداب الذاتي.
. اعتمادها على الانتخاب الطبيعي والانتداب الذاتي اي على الفرز الميداني وعلى كل مستويات الحراك للنخب القادرة على المبادرة وقيادة نفسها.
. عدم قدرة الاعداء على رصدها وعلى اكتشاف هوية وحركة القائمين بها. اي عدم اعطائها اهداف منظورة للرصد المخابراتي للاعداء.
ومما يجدر ذكره أن الآليات الديناميكية لم يتوقف عملها في الاطار السني ولو في مجال ضيق وهي موجودة في الواقع السني من خلال مبادرات عفوية ومتناثرة من قبل افراد النخبة السنية، ويحب تعميم هذه الظاهرة لتصبح الحاضنة السنية كخلية النحل حيث يعمل كل سني وسنية من موقعه على تأدية دوره في معركة التحرير.
ً ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ"
#المنظومة_الفكرية_السنية من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع