قبل ان نستعرض مقومات الحراك السني لا بد من ان نخترع الحراك الذي يتناسب مع التحديات التي نواجهها والاخطار التي تحيق بنا.
نحن في مواجهة عدو يتحّكم في كل مفاصل وجودنا السياسي
والاقتصادي والثقافي. العدو النصيري الذي نواجهه ليس الا واجهة المنظومة التي
تتحكم بنا وهو الحلقة الاضعف وقد تمكنا عام 2011 من كسره بسهولة ادهشت مشغليِه
واضطروا الى التدخل بكل امكانياتهم لحمايته ولم يفرطوا به حتى بعد ان اصبح مندوبهم
في دمشق جثة سياسية وتهاوى نظام الاجرام النصيري الذي يفوق بوحشيته كل ما عرفته البشرية
من إجرام.
القوى التي توحدت ضد ثورتنا تبعثرت واصبحوا في حالة حرب
بين بعضهم البعض. لذلك فاننا سنتابع طريق الحرية والكرامة في ظروف افضل وفي سياق
اقليمي ودولي مناسب لتحقيق الانتصار وبناء الزمن السني القادم.
الاعتماد على الوسائل العسكرية لتحقيق الانتصار لا يكفي.
وهذا ما حصل معنا عام 2011 اذ اننا لم نتمكن من الحفاظ على مكاسبنا العسكرية.
فالاستعداد للمعركة يجب ان لا يقتصر فقط على الجانب العسكري بل يجب ان يكون لدينا
مجتمع حرب اي ان يكون المجتمع السني قادر على العيش في ظروف التنافس وتضارب
المصالح بين شعوب العالم.
لقد تعرضنا على امتداد تاريخنا منذ البعثة المحمدية
الشريفة الى هزائم ونكسات كثيرة وكانت امتنا قادرة عقب كل هزيمة على النهوض وتحقيق
الانتصار بسرعة قياسية بينما نعاني منذ عقود طويلة من الفشل الذريع ومن عدم قدرتنا
على استعادة المبادرة بالرغم من التضحيات الهائلة ومن الجهود الجبارة الذي
بذلناها.
ما الذي تغير ولماذا هذه الصعوبة بل هذه الاستحالة في
الخروج من الوضع الراهن ؟
الاجابة بسيطة هو اننا نعيش حالة ركود فكري وهزيمة
حضارية ونعيش حالة هدر لطاقاتنا و عبقريتنا.
لذلك قلناها ونكررها ونعيد تكرارها : الانتصار في معركة
الوعي هي الشرط الاساسي والمقدمة الضرورية للانتصار في معركة التحرير.
تحقيق الاستقلال الفكري سيمكننا من إعادة بناء تحالفاتنا
و الدخول في المعترك الاقليمي والدولي كلاعب يتعامل بلغة المصالح المشتركة مع دول
وشعوب العالم.
لذلك نعيد ونكرر ان المنظومة الفكرية السنية والتي
اطلقنا العمل فيها ونشرنا بواكيرها والتي تساهم في صياغتها وانتاجها خيرة النخبة
السنية هي مشروع مفتوح لكل سني وسنية ولكل شامي وشامية.
المنظومة الفكرية السنية هدفها تحصين المجتمع السني
وتوحيد الرؤية السنية وتوحيد الرؤية السنية يؤدي حكماً الى توحيد الجهود.
واننا نوجه النداء الى كل اهلنا وشعبنا ونقول لهم ان
الوقت من ذهب ونطلب منهم اطلاق العنان لطموحاتهم و لعبقريتهم دون انتظار ظروف افضل
وعدم التحجج بالظروف الاستثنائية مهما كانت صعبة والمباشرة بتحقيق احلامهم. ففي
الشدائد تُعرف معادن الرجال ونحن على ثقة ان اهلنا وشعبنا الشامي السني العظيم
يختزن الطاقات ولديه العبقرية والقدرة على ان يطبع هذا العصر بالعبقرية السنية
الشامية.
ومن لا يثق بقدرة اهلنا وشعبنا السني الشامي ويقوم ببث
افكار الضعف والوهن والاحباط فحده ستين جهنم ويبوء بخيبته وبلعنة الله ورسوله واهل الشام والناس
اجمعين.
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ
وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآخَرُونَ
مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۗ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"
ًوَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا
وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونًَ
#المنظومة_الفكرية_السنية من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع