الانتصار في معركة الوعي شرط لا بد منه للانتصار في معركة التحرير.
من المؤكد ان مقتل ثورة 2011 كان في سهولة اختراق الحراك السني بسسب التسيّب الفكري.
الاختراق الفكري فتح الباب امام الاختراق السياسي وادى الى تدمير الثورة من داخلها وبأيدي ابنائها.
توحيد الرؤية هو الشرط الاساسي لتوحيد الجهود.
وظيفة المنظومة الفكرية السنية هو تحصين الساحة السنية ضد جميع انواع الاختراقات وتوفير حاضنة سنية متماسكة وآمنة لأي حراك ثوري قادم.
نحن أمةً افتتح الله عز وجلّ تنزيل كتابه على نبيها بكلمة إقرأ.
فنحن امة العلم ونحن نواجه اجيالاً جديدة من الحروب ولا يمكننا الانتصار الا اذا نجحنا في تطوير وسائل مواجهة اكثر تقدماً وعبقرية.
(يرجى الرجوع الى المنظومة الفكرية السنية والإطلاع على فصل تقييم الثورة السورية حيث قمنا بشرح الطريقة التي تم بها القضاء على ثورتنا المباركة عام 2011)
لذلك سنخوض حربنا على طريقتنا، وسنعتمد آليات حراك اكثر تطوراً من الآليات التي يستعملها اعدائنا.
لقد واجَهَنا اعدائنا بالجيل الرابع من الحرب الذي يقوم على جعل الخصم يدمر نفسه بنفسه.
خيارنا الوحيد هو ان نخوض معركة الايمان والذكاء، اي ان نستنفر لهذه المعركة كل العبقرية العربية الشامية السنية ونستخرج من نفوسنا مكنون العزة والايمان.
لذلك فإنه واجب على كل فرد منا ان يكون على علم ودراية بما يميزنا كأمة وكشعب، فنحن امة رسالة ونحن من قال فينا رب العزة جلّ وعلا "كنتم خير أمة اخرجت للناس". فإنه وإن كان وصفنا بخير امةٍ مشروطاً فإننا نبقى الامة الوحيدة المؤهلة والمرشحة لهذه المرتبة وهذا بحد ذاته ميزة وخاصية لنا بين الامم.
وليكن بعلم كل منا اننا ومهما تنازلنا عن قيمتنا الذاتية ومهما تدهورت ثقتنا بانفسنا ومهما تدنت نظرتنا لانفسنا وارتضينا ان تكون منزلتنا بين الشعوب في ادنى الرتب، فإن نظرة الاخرين لنا تبقى نظرة حذر ومنافسة ويتملكهم دائماً شعور الخوف على مكانتهم ولا يهنأ لهم عيش الا برؤيتنا اذلاء محطمين، ذلك يعني اننا سنكون في موضع عداء من الاخرين في كل الاحوال وثمن خوضنا الصراع اقل بكثير من ثمن تهربنا منه.
لا نريد ان نعود الى التاريخ البعيد وتجربتنا الحديثة والحالية مع حكم الاقليات تغني عن كل الوصف فكلما ارتضينا دركاً اسفل من المهانة ارادوا لنا دركاً اسفل منه وكلما ارتضينا ذلاً ارادوا اذلالنا اكثر واكثر وكلما سكتنا عن ظلمٍ ظلمونا اكثر واكثر.
لقد اصبحوا ينظرون الينا كزوائد بشرية واصبحنا غرباء في ارضنا وحولوا بلادنا الى مسلخ في الهواء الطلق واصبحنا لاجئين في بلادنا. لقد تم طرد اكثر من نصف شعبنا وحشره في مخيمات لجوء ونحن اليوم كالايتام على موائد اللئام.
وما ينتظرنا في النهاية هو مشروع الابادة الشيعي الذي يريد ان يَخرج مهديهم المزعوم بعد ان يغوصوا باقدامهم في دمائنا.
من وجهة نظر الشرع نحن في حالة جهاد الدفع والتحيّز عنه خيانة لله ورسوله وللأمة.
لقد فجرنا ثورتنا المباركة عام 2011، وخضنا على غير استعداد حرب التحرير السنية وحررنا في الشهور الاولى اكثر من ثلثي سوريا ولم نتمكن من الوصول بثورتنا الى الانتصار. وبالرغم من كل ما عانينا منه وبالرغم من الحجم الهائل من الاخفاقات فإن تجربة الجولة الاولى اثبتت لنا ولاعدائنا قدراتنا الكامنة وتمكنا على غير موعد من تفجير ثورة كان بحكم المستحيل تصورها.
نحن نريد ان نكون احراراً في ارضنا ولا يوجد لنا عداوات الا مع من يعادينا. نمد يد الصداقة لكل شعوب الارض بدون استثناء. صفحتنا بيضاء كما كانت راية دولتنا الاولى التي اسسها سيدنا ابو بكر الصديق وتتابع على خلافتها اسيادنا عمر وعثمان ومعاوية قبل ان يسلموا الراية لجيل التابعين وعلى رأسهم امير المؤمنين يزيد بن معاوية، ليتوالى على حكم هذه الدولة العظيمة خلفاء عظام ينافسون بعضهم البعض بالعظمة والسؤدد والمجد.
دولتنا هذه، كانت دولة الخير الذي عم شعوب العالم باجمعهم ودولة الحق التي اذلت الطغاة ودولة الاسلام التي قطعت اذرع ابليس الى ان تكالب عليهم كل شياطين الارض وهدموا جيوشها في معركة الزاب ليحل مكان الراية البيضاء الناصعة راية سوداء قاتمة يزداد سوادها مع خبث ورجس اتباع دين ابليس اي اتباع الدين الباطني. ونحن وان كنا قد خسرنا الحرب في الزاب وفقدنا نفوذنا السياسي، آلا ان زخمنا الحضاري استمر متألقاً لاكثر من عشرة قرون.
#المنظومة_الفكرية_السنية من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع