الوضع الاقليمي في المشرق العربي هو اشبه بملعب اطفال.
لقد
انهارت منظومة الدول التي يتشكل منها المشرق العربي فهذه الدول اصبحت واحدة من
اثنين اما دول في حالة موت سريري اما دول مترهلة كالعجائز المتصابية واي محاولة
لتجميلها او لإستعادة جزء من صباها سيؤدي حتماً الى تحطمها وانهيارها.
منظومة
الدول الاقليمية في المشرق العربي قامت منذ الحرب العالمية الاولى على حكم
الاقليات وعلى شطب الاكثرية السنية العربية من المعادلات الجيوسياسية على امل ان
يتم مع الوقت مسح الهوية العربية السنية لصالح هويات مصطنعة لا علاقة لها بما هو
عربي وبما هو مسلم.
الامور
جرت بغير ما تشتهي السفن، وبدل تطور الامور نحو مسح الهوية العربية السنية اتجهت
الامور نحو انبثاق الانتماء العربي السني بابهى صوره بعد ان تجاوزت المنطقة كل
الافخاخ الثقافية والسياسية التي نُصبت لها.
المنظومة
الاقليمية المشرقية التي تم رسمها وإقامتها في اواخر القرن ال ١٩ اتت لتتوج
استعدادات استغرق العمل عليها اكثر من قرن من الزمن وفي ظروف تاريخية خاصة تتمثل
بوجود الحضارة العربية السنية في قعر دورتها الحضارية وهي في حالة هزيمة كاملة
وعلى كل الاصعدة.
لا
تملك اي من القوى المؤثرة في المنطقة او في العالم اي تصور واضح لما سيكون عليه
شكل المنطقة في المستقبل مع العلم ان شكل المنطقة هو الذي يحدد شكل العالم.
لا
تملك اي من القوى المؤثرة في المنطقة او في العالم القدرة على صياغة الشكل
المستقبلي للمنطقة ولكن كل منها تملك القدرة على تعطيل وافشال اي صياغة لا توافق
عليها.
اذاً
المنطقة اليوم هي اشبه بملعب كرة قدم حيث ان الكرة موجودة في وسط الملعب ومن
يُفترض انهم اللاعبين مستلقون على ظهورهم على المدرجات ينتظرون اي لاعب يتوجه نحو
الكرة حتى ينقضوا عليه جميعهم لمنعه من لمسها.
هذا
الوضع لا يشكل حالة غير مسبوقة، بل يُذّكر بفترة من تاريخنا بما سمي بالمسألة الشرقية
حيث انتظرت الدول الغربية اكثر من مائة عام حتى تبت بامر الدولة العثمانية التي
كانت تنازع قبل ان ينقضّوا عليها لإفتراسها. خلال هذه الفترة كان الغربيون يضعون
وبشكل منهجي اسس المرحلة القادمة المتمثل بالاختراقات الثقافية وتحضير الاقليات
لدورهم القادم وزرع مراكز القوى كالجمعيات والاحزاب وصياغة ونشر الايديولوجيات،
…..
بالنسبة
للدول المعنية بالمنطقة، خيار الاسد هو خيار الفراغ وخيار الاسد يعني استبدال شعب
كامل بشخص واحد مجرم وقاتل وسيكون عبأً دائماً على دول المنطقة ومكمن خطر لهم،
سيكون عبأً لان هذا النظام منذ وجوده هو كلب حراسة ولا يمكنه ان يخدم غير هذه
الوظيفة وتعويم الاسد ليعود لدوره القديم ككلب حراسة (وباموال خليجية) يعني ان
الوظيفة المستقبلية لهذا الكلب هو ابتزاز دول الخليج نفسها التي ربما يذهب بها
خيالها ان نظام الاسد في حال تعويمه سيكون عوناً لهم على ايران !! وهنا مكمن الخطر
انهم بتعويمهم نظام الاسد فانهم يساعدون ايران على اعادة تأهيل احدى اهم ادواتها.