منذ تأسيس حركة الاخوان المسلمين في مصر على يد استاذ الخط العربي في احدى مدارس الاسماعيلية حسن البنا انتشر فكرها في مصر ومنها الى باقي البلدان العربية.
لقد استبشر الكثير
من الخلق بهذا الحركة التي كانت تحمل لواء الاسلام ونظروا اليها على اعتبارها سداً
في وجه انتشار الافكار الالحادية على انواعها.
النظر الى الاجيال
الاولى من الاخوان المسلمين يجب ان يكون في سياق مرحلتهم التاريخية فقد افضوا الى
ما عملوا فإن الرؤية الواضحة في ظروف تلك المرحلة الضبابية والملبّدة كانت شبه
مستحيلة ويبقى لهم فضل الانحياز الى اي جانب فيه شعار الاسلام واثر من رسول الله
صلى الله عليه وسلم بدل الانغماس في المعمعات الايديولوجية المهيمنة آنذاك وبدل
الانسلاخ والغوص في المتاهات والايديولوجيات الشيطانية لجأ هولاء الى اقرب صعيد
يعصمهم من مجارف الشيطان.
بعد قرن من ظهور
"دعوة" الاخوان المسلمين وبعد تعاقب اجيال تحمل هذه الدعوة وبعد انغماس
الاخوان المسلمين في المعترك السياسي والاجتماعي والثقافي وبعد الدور الذي لعبوه
في العقد الاخير في المنطقة العربية وبعد تسلق الاخوان المسلمون على الثورة
السورية وقيادتها الى الهزيمة التي نتج عنها ان يصبح اطفالنا طعماً لاسماك البحار
وان يتشرد اكثر من نصف السوريين وان نحتسب عند الله اكثر من مليوني قتيل وكمية
لامتناهية من المآسي وانهار من دموع القهر والاسى.
نحن اليوم في مرحلة
مفصلية والجولة الثانية من الثورة السورية قادمة والجولة الثانية وان لم تكن من
فعل السوريين انفسهم فستكون من فعل اعدائهم لان الامور ما زالت معلقة والمشروع
الشيعي مستمر ولن يقف احد في منتصف الطريق وسيكون على الشعب السوري، آجلاً ام
عاجلاً ان يواجه طعنات هذا المشروع مُستقبلِاً او مُستدبرِاً.
لقد نام طلحة
والزبير واصحابهما مطمئنين الى الكلام المعسول واستفاقوا على سيوف الغدر تهوي
عليهم في ظلمات الليل.
فالاخوان المسلمون
مدعوون الى مراجعة سياسية ونقد ذاتي حول دورهم في هزيمة الثروة السورية، لكنهم
مدعوون ايضاً الى مراجعة فكرية وعقائدية حيث ان فكر الاخوان المسلمين هو في واقع
الامر التشيّع السياسي.
حركة الاخوان المسلمين
مغروسة في الحاضنة السنية وهي النفق الذي يعبر منه الشباب السني الى التشيّع
السياسي ومنهم من يتابع الطريق الى التشيّع العقائدي الديني.
فكر الاخوان
المسلمين يتمحور حول مفهوم السلطة والدولة كما ان اساس التشيّع هو الحكم والدولة
بينما مسألة الدولة لا تندرج ضمن المباحث الفقهية السنية.
يقف الاخوان
المسلمون موقف العداء من سيدنا عثمان رضي الله عنه ويعتبرون البغاة ثوار ويؤيدون
الانقلاب السبئي ضد الاسلام.
يقف الاخوان
المسلمون ضد الدولة الاموية وخاصة ضد الجبل السني الاشم معاوية بن ابي سفيان رضي
الله عنه وهم بذلك في نفس خندق المجوس والحاقدين على العرب والاسلام.
منذ عشرات السنين
وكتابات سيد قطب تعتبر الركيزة الاساسية للفكر السياسي الاخواني ومن المعلوم ان
سيد قطب هذا لم يكن عالماً في الدين وكان اديباً ومن جماعة العقاد فلذلك لا يمكن
الركون دينياً الى كتابات سيد قطب والذي تفوح من كتاباته المنهجية الماركسية في
التحليل، سيد قطب ماركسي. من المؤكد ان فكر الاخوان المسلمين وفكر سيد قطب سيتلاشى
وينتهي وجوده في الحيّز السني وهذه مسؤولية الاخوان المسلمين التحلي بالشجاعة
وإجراء مراجعة فكرية ونقدية لان الشفافية هي من شروط النهوض السني وانهم يُدينون
للمسلمين بهذه المراجعة حتى يحدد المعتنقين لفكر الاخوان موقعهم عن بصيرة وعن سابق
علم ومن يصر على تشيّعه بعد ذلك فهذا خياره ومن يعود الى الحضن السني فهو يعود الى
اهله.
دمشق الأموية عاصمة المجد العربي