مؤتمر نهاوند


بعد معركة نهاوند التي انتصر فيها المسلمون بقيادة النعمان بن مقرن وكان الفرس المجوس قد حشدوا لهذه المعركة كل ما تبقى لديهم من قوات عسكرية وكل ما تمكنوا من حشده من قواتهم الاحتياطية، دعا كسرى اركان دولته والدهاقنة وقواد جيشه وكبار كهنة الدين المجوسي الى اجتماع كبير في نهاوند لدراسة الوضع الخطير الذي وصلت اليه دولة الفرس لاول مرة في تاريخها ولاتخاذ القرارات المناسبة لانقاذ دولتهم.

وكان كسرى قد طلب الدعم من ملوك الدول التي تلي الفرس لوقف زحف المسلمين وكانت طلائع هذا الدعم قد بدأت بالوصول والانتظار على تخوم الدولة المجوسية.

وكان هناك رأيان: الاول لكسرى يقول بمتابعة الحرب بالرغم من كل الخسائر بمساعدة حلفائهم.

ورأي اخر للدهاقنة والكهنة وكبار الدولة يقول بأن استمرار الحرب مع العرب سيؤدي وبدون طائل الى استنزاف الشعب الفارسي المجوسي وان اي مقاومة عسكرية ضد العرب لن يكون لها من اثر الا تأخير الانتصار النهائي للعرب.

كما ان مساعدة جيوش الملوك الذين دعاهم كسرى لمؤازرته لن يكون بدون ثمن وان الفرس سيجدون انفسهم حتى ولو تم انقاذهم من الهزيمة امام العرب تحت رحمة شعوب لا تزال في طور الهمجيه ولا تزال تتحرك بالعصبية القبائلية والإثنية مما سيشكل خطر وجودي لهم، بينما العرب يتحركون من خلال دينهم الجديد ويُخرجِون للعالم نظاماً جديداً قائماً على مبادىء واضحة واخلاقيات عالية وانه الى جانب الانتصارات العسكرية التي كان يحققها العرب كان هناك الانتصار الحضاري والاخلاقي الذي يغري الشعوب و يُؤذن بمنعطف تاريخي كبير.

وهنا قرر المجتمعون عدم المغامرة في الوقوف بوجه النظام (العربي) العالمي الجديد والدخول فيه والطلب الى نُخب الدولة الساسانية اعتناق الاسلام ظاهراً والاستعداد للعمل على تدمير الاسلام وتدمير العرب من الداخل.

وانتهى المؤتمر بهروب كسرى نحو الشرق والقبول بالحكم العربي والدخول في الاسلام عبر اعتناقه ظاهرياً والاحتفاظ بديانتهم المجوسية باطنياً.

وقرر المؤتمرين العمل على اعادة انتاج الديانة المجوسية باشكال اسلامية وهكذا ظهر التشيّع والذي هو في بادئ امره حركة المقاومة السرية المجوسية ضد العرب والاسلام .

المنظومة الفكرية السنية

إرسال تعليق

أحدث أقدم