الانقلاب الثاني : الجيش السبئي الذي قاده علي بن ابي طالب

بعد ان اعز الله الاسلام واهله تحت القيادة الرشيدة لسيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه، استقامت الامور و تولى بعده سيدنا عمر الفاروق الخلافة فاكمل ما بدأه سلفه الكريم من توطيد الاسلام وتعزيز المجتمعات المسلمة و وجه الجيوش لاكمال عملية تحرير الاراضي العربية من الاحتلالات على اختلافها، على عهده تم تحرير كامل العراق وتدمير الدولة الساسانية وتحرير كامل الشام ومصر وطرد الغزاة الصليبيين البيزنطيين الى خارج المناطق العربية.

بعد عشر سنوات من خلافته الراشدة تم اغتياله على يد مجوسي حاقد ليتولى بعده الخلافة سيدنا عثمان ذو النورين الذي اكمل ما بدأه صاحبيه الكريمين في توطيد دعائم دورة الرحمن، فقام باستكمال تطهير البلاد من رجس الشرك والانظمة المستبدة واستئصال جذور منظومة ابليس، كما قام بما فتح الله عليه لحفظ القرآن الكريم واوصد وبشكل مطلق اي امكانية للتلاعب بنصوص القرآن الكريم وارسل الى كل مصر من امصار المسلمين نسخة مصدقة بالتواتر المبارك يرجع اليها المسلمون عند اختلاف قراءاتهم.

على عهد عثمان اتسعت رقعة الانتشار وبدأ بناء الدولة وقد تنبه رضي الله عنه الى اهمية ان يكون لدولة المسلمين هيكلية تنظيمية مؤسساتية والى ان يكون لها عصب يشد بعضها بعضاً خاصة وانه دخل في اطار دولة المسلمين مخلفات دورة الشيطان الآفلة وخاصة مخلفات الدولة الساسانية الشيطانية، وهم عبارة عن تجمعات وهيكليات دينية او حزبية او قبلية او اثنية وان كل هذه الاجسام ستعمل كمراكز قوى ولوبيات داخل الجسم المسلم وتقتات عليه وسيؤدي ذلك بالمحصلة الى انهاكه والسيطرة عليه عبر التسلل الصامت و الانقلاب عليه من الداخل.

وقد لخص سيدنا عثمان ذى النوريين رؤيته واستراتيجيته بالقاعدة التالية : ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وتؤكد هذه المقولة وعي سيدنا عثمان بضرورة اعادة هيكلة دولة المسلمين بما يتوافق مع التغييرات التي رافقت اتساع دولتهم مع الحفاظ على خصوصية هذه الدولة وضرورة ارتكاز هذه الدولة على منظومة قيّم ومبادئ الدين الحنيف على عكس الدول التي قام المسلمون بتدميرها وتفكيكها و التي كانت تقوم على التسلط والقهر والجبروت. فسيدنا عثمان ينتمي الى الرعيل الاول من الصحابة اي الى ذلك الرعيل الذي حظي باكبر نصيب من صحبة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام والذي تشكل وعيه على ايدي رسول الله.

 فهذا الرعيل هو رعيل (ولا تنسى نصيبك من الدنيا) ورعيل (تركت لهم الله ورسوله) اي هو الرعيل الذي تلقى التربية المحمدية.

لكن ابليس لا زال متيقظاً وبالمرصاد ولا زال اعوان ابليس يجترون مرارة الخيبة والفشل خاصة بعد ان افشل سيدنا ابو بكر محاولتهم الانقلابية الاولى.

اذاً كان هناك سباق بين عملية الهيكلة التي يقودها الخليفة الراشد عثمان وبين كل مراكز القوى التي تخطط للانقلاب والانقضاض على دولة المسلمين والاستفادة من المفاصل الرخوة. وكان اكثر ما يثير خوف الانقلابيين والمخربين هو حركة تعيين الولاة التي قام بها سيدنا عثمان حيث اوسد الامور الى  رجال ذوي حزم وكفاءة لا يمكن التلاعب معهم وقطع بذلك الطريق على الانقلابيين من ان يتخذوا اي ولاية من ولايات الدولة كمركز تجمع وانطلاق لحركتهم، لذلك قام البغاة بتركيز مطالبهم على تغيير الولاة بهدف استبدالهم بولاة ضعفاء بحجة الورع او برجال من خلاياهم النائمة. الخاصرة الرخوة عسكرياً في دولة المسلمين كانت المدينة وهذا ما تنبه له البغاة الانقلابيون عندما قاموا بالتحرك الى المدينة للمطالبة بإصلاحاتهم المزعومة التي تهدف الى حمل الخليفة على استبدال ولاته برجال ضعفاء يفسحون لهم المجال للتجمع وحشد قواتهم في الاطراف تمهيداً للانقضاض على الدولة باكملها وعلى الاسلام واهله. لا شك انهم خلال وجودهم في المدينة لمقابلة عثمان لاحظ البغاة ان ما يشكون منه في الامصار وهو وجود قوات عسكرية يمكنها قمع اي تحرك تخريبي لا يوجد في المدينة التي كانت خالية من اي قوات عسكرية، وبناء عليه اعادوا صياغة خططهم لاختصار الطرق والسيطرة على المدينة وهي مركز الخلافة.

 وكان للمخطط الشيطاني عقله المدبر الذي شكل حلقة الوصل بين كل المجموعات والخلايا الشيطانية النائمة من اليمن الى العراق ومصر وبذلك يمكن تصور حجم الجهود المبذولة ووفرة الامكانيات المادية والبشرية  والوقت الطويل المطلوب لتحضير عملية انقلاب بهذا الحجم.

ففي الوقت الذي يجهد المسلمون في وضح النهار لاقامة منظومة تبسط خيرها الى جميع الناس وبدون تمييز او استثناء يأبى الموبؤون  الا العمل في الظلام والانخماص بالغدر والخيانة والتآمر فهؤلاء هم اعوان ابليس وجنوده وهم وقود دورة الشيطان دأبهم الكيد لاهل منظومة الرحمن والذين هم منذ البعثة الشريفة امة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام وخاصتهم من اهل السنة والجماعة.

في عهد عثمان انطلقت جموع الصحابة تحت القيادة الرشيدة لسيدنا عثمان يجهدون في بناء مجتمع افضل ودولة راشدة ويستحثون العقول على طلب العلوم والاستطاعة منها ويستحثون  النفوس على سلوك طريق التزكية.

واشتهرت في المدينة الدار التي اقامتها امنا عائشة رضي الله عنها وهي الفقيهة العالمة ربيبة افضل الخلق عليه الصلاة والسلام وزوجه وابنة صدّيق هذه الامة، وكانت هذه الدار بمثابة اول اكاديمية للفقه.

كما على عهد ابو بكر وكما على عهد عمر كان هناك المدينة وكان هناك ما حولها.

وهذا الفرق عبر عنه الفاروق رضي الله عنه عندما اعترض على معاوية المظاهر التي رآها في الشام وكان توضيح معاوية بان مظاهر الابهة هي من مستلزمات الدولة وانها في المرافق العمرانية وليست في القلوب.

 كانت المدينة المركز الروحي لدولة المسلمين وكانت لها مكانتها الخاصة، ففي داخل المدينة كان الدين وفي خارجها كانت الدولة. لقد كانت المدينة عاصمة الاسلام قبل ان تكون عاصمة دولة المسلمين وقد حافظ الصحابة الكرام على خصوصية المدينة وعلى نقاوتها وعلى عبيقها النبوي، وكانت المدينة في مأمن من كل غائلة وجيوش المسلمين ظافرة حيثما انطلقت خيولها ولم يقم الخلفاء الراشدين بعسكرة المدينة لعدم حاجتهم لذلك وحفاظاً على طابعها الخاص كمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكمركز روحي له قدسيته.

لقد كان المسلمون يخوضون معاركهم العسكرية وكان لهم قانون الحرب الذي يلتزمون به وهو قانون اخلاقي قائم على الامان وتأمين المدنيين وهذا ما جعل معظم الشعوب التي هزموا جيوشها يشكرون الله على نعمة الهزيمة ويدخلون في الاسلام طواعية وبحماس واخلاص كان يرفد حماس واخلاص جيوش الفتح : فالسيف المسلم هو سيف رحمة.

الفترة التي نتكلم عنها هي حقبة الجيل الاول اي جيل الخروج الاول والذي نسميه جيل الصحابة رضي الله عنهم اجمعين اي الجيل الذي زكاه الله في محكم اياته وهذا الجيل قد تلقى التربوية النبوية وكان يتحرك باعتبارات ايمانية خالصة ويتابع المهمة التي اوكلها اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يكونوا جسراً للهدي الرباني.

 فبذلك كانت المدينة خالية من كل مظاهر الملك والعسكرة حتى انه لم يكن بالامكان تمييز الخليفة عن اصحابه وكان على القادم الى مجلس الخلافة ان يسأل أيكم الخليفة، فعظمة هؤلاء الرجال كانت في نفوسهم وليست في مظاهرهم.

والجدير بالذكر ان اغتيال عمر لم يثير حذر الصحابة وتعاملوا معه على اساس انه تصرف فردي وليس جزءاً من مؤامرة فلقد كانت خبرة الصحابة باخلاق الشعوب التي دخلت في عهدهم شبه معدومة، فالصحابة عرب اقحاح ذوو اخلاق عالية وعند العرب الغدر منقصة تورث عار الدهر ولم يكن هؤلاء الاطهار يعلمون ان هناك شعوبًا مجوسية تعتبر الغدر شجاعة وبعد ان يأس المجوس وتيقنوا من انعدام قدرتهم على اعادة دولتهم الشريرة قرروا التظاهر بالاسلام للتآمر عليه وعلى العرب من الداخل.

العقلية المجوسية هي عقلية تآمرية والنفسية المجوسية نفسية حاقدة فالكذب عندهم ذكاء و الغدر بالنسبة لهم شجاعة (لذلك ينعتون المجرم ابو لؤلؤة بالشجاع) وبعد تدمير الدولة المجوسية لم يقم العرب بتفكيك الهيكليات التنظيمية للدولة الساسانية لدرجة ان سيدنا سعد بن ابي وقاص لم يقم بتفكيك كتيبة الحرس الامبراطوري وسمح لها بالانتقال والبقاء مجتمعة وكانت تعرف بحمراء الكوفة. وانتشر المجوس في كل مكان كخلايا نائمة تتحيّن الفرصة وترقُب الثغرات للانقضاض من الداخل على الاسلام واهله.

وكان اجدادنا الصحابة في غفلة عن ذلك فهم لا عهد بهم بتلك الاصناف المنحطة من البشر الذين توارثوا عبادة النار منذ مئات السنين وخُتم على قلوبهم ولم يبقى فيها مكان الا للخديعة والغش والحقد الاعمى.

وبذلك كان للمجوس ومن التف حولهم من حثالات البشر الوقت الكافي لدراسة الوضع وتحديد الثغرات ودبج العناوين الخدّاعة وشراء الذمم والتغرير بالنفوس الضعيفة وحشد الانتهازيين وحبك المؤامرة.

 العقل المدبر لهذا الحراك كان عبدالله بن سبأ متشبع بخليط من المجوسية والباطنية اليهودية وهاتان الديانتان تتقاطعان على الحقد على الاسلام واهله وتتفقان على تولي الشيطان والتفاني في خدمته.

لا شك ان ابن سبأ هذا كان ذو عقلية فذة وذكاء خارق اضافة الى تمتعه بامكانيات مادية جبارة تمكنه من التحرك بحرية بين اليمن والعراق والحجاز ومصر لتنظيم عملية الانقلاب، وكان لابن سبأ اعوان كثيرون يقودهم مجموعة من المجرمين (مالك الاشتر، الغافقي بن حرب، ابن ملجم، وغيرهم من رؤوس البغاة) وكان هؤلاء قادة الجيش السبئي الذي غدر بالفرقة العسكرية التي كان يقودها صحابيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة والزبير رضي الله عنهما بتكليف من امنا عائشة بنت ابو بكر الصديق رضي الله عنهما وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد حاول هذا الجيش السبئي الهجوم على الشام لاستباحتها والتنكيل باهلها ولكن جيش الشام بقيادة سيدنا معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه تصدى له في صفين واجبره على التراجع.

بعد ان فشل السبئيين في  صفين قاموا بتحميل مسؤولية الفشل لعلي بن ابي طالب الذي انقلب عليه قسم كبير من جنده وقاموا بعدها باغتياله وتنصيب ابنه الحسن مكانه على امل ان يتابع الحسن ما رفض ان يقوم به والده ويحشد المسلمين للحرب ضد المسلمين حتى يفني المسلمون بعضهم ومن ثم ينقضوا على المنتصر لابادته. لكن الحسن بن علي رفض خططهم وافشل مؤامراتهم وقام بمبايعة سيدنا معاوية  رضي الله عنه مما تسبب بحقد السبئيين عليه ولم يلبثوا ان قاموا بقتله رحمه الله.

خلال ستة سنوات عاشت امة المسلمين حالة من الفوضى ومن الفتن ومن تتبع الاحداث التي جرت والتطورات التي حصلت يبدو جلياً ان الامور لم تكن تجري على عواهنها حسب تقلبات الاحداث ومواقف الاطراف انما تسير وفق مخطط مرسوم بدقة متناهية والا كيف يمكن تفسير سير الاحداث التي بدأت بمطالب ذات شكل سياسي لتنتهي بانتاج منظومة عقائدية منافية للاسلام تحتوي على ترهات سخيفة كألوهية علي والادعاء بوجود سلالة حاكمة وسلسلة ائمة من نسل الحسين من السبية الفارسية وباختراع مفاهيم لا اساس لها كمفهوم آل البيت والوصاية وتكفير الصحابة اجمعين والقول بتحريف القران ونسج الاساطير والخرافات حول شخصية علي بن ابي طالب وسلمان الفارسي والحسين والقول بالبداء واختراع الاحاديث الكاذبة لدعم الحبكة التأمرية والقيام بالاغتيالات، الخ، … إضافة الى كل الموبقات التي يمكن ان تتفتق عنها العقول المريضة والنفوس المجرمة.

ان اطلاق وصف الفتنة واقفال الموضوع على ذلك وطي صفحته هو مقصد كثير من اهل السنة الذين يتعاملون مع الامر وكانه حدث من الماضي وانطوت صفحته بينما الواقع يقول اننا امام انقلاب مستمر حتى يومنا هذا وان السيوف التي تهاوت على سيدنا عثمان رضي الله عنه لا تزال تهوي على رؤوس المسلمين في الشام والعراق واليمن كما ان سيوف الغدر الشيعية العلوية هذه قامت بتحويل بلاد فارس للتشيع بعد عمليات ابادة منهجية لاهل السنة فيها كما قامت بالتحالف مع البرتغاليين للهجوم على المدينة على ان يعود البرتغاليون بجدث الرسول لعرضه للغوغاء في بلادهم ويعود الشيعة العلويون الصفويين برفات ابو بكر وعمر رضي الله عنهما للتمثيل بهم واقامة طقوس اللعن المجوسية عليهم، لكن الله لطف حيث تكفل الاتراك السنة بقيادة سليم الاول بجيش الشيعة وتدمر الاسطول البرتغالي في البحر الاحمر بعد ان تعرض لعاصفة هوجاء.

 لذلك فان اطلاق صفة الفتنة ليس في محله لان الفتنة تكون في داخل الصف الواحد بينما تتبع تسلسل الاحداث يظهر جلياً ان هناك فرزاً واضحاً بين السبئيين من جهة بقيادة علي بن ابي طالب وبين باقي الصحابة وبينهم مبشرين بالجنة وهم يتحركون بتكليف من السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها.

فالتوصيف الحقيقي والصائب هو الانقلاب.

فنحن امام محاولة انقلابية على الاسلام واهله وهذا الانقلاب مستمر حتى يومنا هذا وقد اقام هذا الانقلاب دول كثيرة تمرست بالاجرام وسفك دماء المسلمين، وتعددت اسماء هذه الدول (فاطميين، قرامطة، حشاشين، حمدانيين، بوييهيين، صفويين، حوثيين، …)

كل هذه الدول المجرمة تستمد شرعيتها من الجيش السبئي الذي قاده علي بن ابي طالب ومن منظومة الاحاديث المكذوبة التي تم حشرها في كتب اهل السنة والجماعة خلال فترات التسيّب التي كانت تتعرض لها البلاد السنية.

لقد تمكن المسلمون من افشال الانقلاب الثاني ولكنهم لم يتمكنوا من استئصال اصل الفتنة بسبب اشتراط الحسن بن علي على سيدنا معاوية بن ابي سفيان عدم تعقب البغاة واهل الفتنة السبئيين الموجودين بالكوفة بعد ما كانت البصرة قد تم تطهيرها منهم على ايدي صحابيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة والزبير رضي الله عنهما وبعد ان كان قد تم تطهير مصر من أي اثر للبغاة والسبئيين على ايدي سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه ولم يتبقى من اوكار السبئيين الا الكوفة واستمر هؤلاء في مؤامراتهم وحاولوا مجدداً القيام بانقلاب فاشل ذهب ضحيته حسين بن علي حيث قام السبئيون الموجودون في جيش الحر بن يزيد بقتله غيلةً ولم يتمكن الحر من انقاذ حسين من القتل وقام السبئيون بقتله هو ايضاً وهو قائدهم للتغطية على الجريمة.

خلاصة :  بعد فشل المحاولة الانقلابية الاولى على يد سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه وفشل المحاولة الثانية على يد امنا عائشة رضي الله عنها وبفضل اسيادنا الصحابة : طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وابو موسى الاشعري وعبدالله بن عمر وغيرهم من الصحابة والتابعين.

نجح السبئيون في محاولتهم الانقلابية الثالثة بعد ان اقاموا تحالف مع العباسيين وقاموا بتدمير دولة المسلمين الأموية لتستمر مفاعيل انتصارهم بهذا الانقلاب الى يومنا هذا.

الانتصار على الانقلاب السبئي يبدأ اولاً بتنقية التاريخ من الاكاذيب الشيعية ومن الدس المجوسي السبئي.


 

إرسال تعليق

أحدث أقدم