مكانة البخاري تأتي من الدور الكبير الذي قام به في صد الهجمة السبئية على الإسلام.
خلال الفترة الأولى من تاريخ المسلمين اي خلال تلك
الفترة الممتدة من خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه حتى نهاية دولة المسلمين
الأموية، قام المسلمون بتحصين القرآن الكريم وحفظه من عبث العابثين.
وامام يأس السبئيين من التطاول على كتاب الله خاصة بعد
فشل انقلابهم على الخليفة عثمان بفضل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها والصحابة
الكرام وعلى راسهم طلحة والزبير ومعاوية، ركز السبئيون جهودهم على اختراق الموروث
الروائي وبدؤوا باختلاق الاحاديث المكذوبة بدون حسيب ورقيب في ظل تواطئ عباسي الى
درجة جعلت مكانة الحديث تطغى على مكانة القرآن عند المسلمين.
صناعة الحديث هي في الواقع صناعة شيعية سبئية الهدف منها
إيجاد ركيزة روائية لاباطيلهم وهكذا تم اختلاق مئات الاف الاحاديث المكذوبة التي
طغت على الوعي السني وكانت ماكينة صناعة الاحاديث المكذوبة في اوجها مع تقلص
إمكانية التمحيص والتحقيق كلما بَعُد العهد عن زمن النبوة.
وهنا انبرى الامام البخاري ليكسر هذا الهجوم السبئي بوضع
منهجية تحقيق وتمحيص دقيقة وحيث اخضع كل المخزون الروائي لمنهجيته مقفلاً الباب
على اختلاق احاديث جديدة اي انه قام بتعطيل ماكينة الكذب السبئية الشيعية
العباسية.
لقد اتى عمل البخاري الجبار بوقت قصير قبل قيام الدولة
الشيعية البويهية والتي قامت بتأصيل الدين السبئي المجوسي داخل الموروث السني
وانتجت الكتب الشيعية الاربعة التي يعتمد الشيعة مرجعيتها حتى يومنا هذا.
واصطدم الشيعة البويهيون بالسد الذي أقامه الامام
البخاري لمنع اختلاق الاحاديث المكذوبة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي عطّل ماكينة الكذب والتدليس الشيعية
وبالرغم من ذلك حاول البويهيون القفز فوق الحصن المنيع الذي اقامه البخاري وقاموا
بانتاج كتاب المستدرك للحاكم النيسابوري وهو شيعي بالرغم من اختلاف الروايات في
درجة تشيّعه
لقد اتى عمل
البخاري في وقت مسمى اي بفترة بسيطة قبل فترة التسيّب التي استمرت لاكثر من قرنين
من الزمن ولولا جهود البخاري لتمكّن الشيعة من متابعة جهودهم في انتاج الاحاديث
المكذوبة بواسطة مؤلفين شيعة ينتحلون التسنن والاخطر من ذلك هو ان السنة يعتمدون
كتب الاحاديث التي قام بانتاجها شيعة كما هو حال المستدرك للحاكم. واغلب الظن ان
كتاب البخاري نفسه لم يسلم من عبث السبئيين وهذه مهمة اهل التحقيق من علماء
الحديث.
المنظومة الفكرية السنية