يقع السنة بسهولة في الفخ الشيعي بما يتعلق بقول الشيعة باحقية علي بالخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذهبون في استدلالهم على احقية ابو بكر الصديق بخلافة النبي عبر مجموعة من التبريرات التي تبدأ بإمامة ابو بكر للمسلمين بالصلاة مروراً بالاستعانة بمجموعة من الاحاديث عن فضائل الصديق لموازنة الفضائل التي يعج بها الموروث الروائي والتي تنسب لعلي بن ابي طالب.
مسألة خلافة ابو بكر الصديق لا غبار عليها ولا تستدعي اي
حيثيات لتبريرها، وهي بكل بساطة ان اهل الحل والعقد من الصحابة ارتأوا بعد
مداولاتهم بخصوص خلافة النبي اسناد الامر الى ابو بكرٍ الصديق. وانتهى الامر عند
ذلك فبعد انتقال النبي الكريم الى الرفيق الاعلى تولى امر المسلمين خيرهم بعد رسول
الله.
وقد اثبتت الايام انه خلال ولايته امر المسلمين ادى ابو
بكر مهمته على أكمل وجه وقاد الامة بكفاءة واهلية عالية تُرضي الله ورسوله.
وبغض النظر عن الروايات التاريخية عن تباطئ علي او
اسراعه في مبايعة ابو بكر فان مسألة مبايعة علي او توقيتها هي تفصيل ثانوي لها
علاقة فقط بالظروف الخاصة لعلي بن ابي طالب ولا تشكل حيثية لها علاقة بامر
الخلافة.
لكن الشيعة لا ينظرون الى مسألة خلافة النبي بعد موته من
منظار ولاية امر المسلمين ورعاية شؤونهم وتدبر امر الاسلام ليعم خيره العباد
والبلاد، انما ينظرون للامر كاستمرار للنبوة نفسها.
ففي الوقت الذي يعتبر المسلمين من اهل السنة والجماعة ان
عصر النبوة انتهى بانتقال النبي الى الرفيق الاعلى وان الوحي انقطع مع وفاة الرسول
الكريم، فإن الشيعة يعتبرون ان الإمامة هي امتداد للنبوة وجزء لا يتجزأ منها.
العدو الاول للشيعة ليس ابو بكر الصديق ولا عمر ولا
عثمان ولا ام المؤمنين عائشة ولا الزبير وطلحة ومعاوية وغيرهم من الصحابة الاجلاء،
العدو الاول للشيعة هو القرآن الكريم.
فقد تولى علي الخلافة بعد ان نصبه السبئيون خليفة بعد ان
ارتكبوا جريمة قتل عثمان ووقعت بين ايديهم مقدرات الدولة وكان لديهم تنظيم كبير
وقوي وجيوش بامكانهم تحريكها لفرض دينهم ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً !
لماذا فشلوا فشلاً ذريعاً بالرغم من اخذهم الامة على حين
غرة ونجاح انقلابهم الدموي.
لقد فشلوا لان القرآن الكريم كان بمنأى عن ايديهم وعن
قدرتهم على العبث به، فقد نجح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث فشل تلاميذ
المسيح وحفظ الله بهم كتابه الكريم.