الأمة و حركة النهوض السني في الشام


 الأمة خاضت تجاربها وانتجت في معركة استرداد عزتها محاميل فكرية كثيرة، ذهبت بها من اقصى اليمين الى اقصى الشمال مروراً بكل الايديولوجيات المعاصرة وبكل الفلسفات ومناهج التفكير التي وردتنا من معاقل منظومة الشيطان، لقد كان حماس ابناء امتنا لاي فكر تبنوه نابع من مدى قناعتهم باهلية هذا الفكر لاعادة المجد الضائع لامة محمد صلى الله عليه وسلم، لقد كانت التزامات واجتهادات شخصية وقد وقع الجميع في فخ مقاربة ساذجة للامور وهي ان الفلسفات والمناهج والايديولوجيات التي انتجها الاوروبين والتي يبدو انها سبب قوتهم يمكن ان تكون وسيلة المسلمين للنهوض.

لا مصلحة اليوم في النقاش او للاخذ والرد حول الافكار او المناهج التي انتشرت في بلاد العرب والمسلمين والتي حشدت تحت لوائها الطاقات والجهود وادت بها - كما يبدو اليوم جلياً - الى الهدر والى الاستنزاف المفرط لامتنا على كل الاصعدة.

هذه مرحلة المراجعة.

واعادة الحسابات، وانها مسؤولية كل فرد عربي سني وبخاصة الشوام إعادة تدوير خبراتهم وتجاربهم في حركة الامة لصناعة الزمن القادم.

بغض النظر عن التيار او التنظيم الذي استثمرت فيه جهودك وطاقاتك ووقتك فان الخبرة الفكرية او السياسية او الميدانية التي اكتسبتها هي ملك الامة وان واجبك هو اعادة تدوير هذه الخبرة في مستقبل الامة.

فلا تعزل نفسك وراء شعور الاحباط ولا تدع اليأس يتسلل الى قلبك ولا تعاند على افكار او هيئات او تنظيمات اثبتت مجريات الامور قصورها.

فانت سني شامي، وانت جزء من امة في حالة توثب وانت ترى انه كلما كُشف عن غطاء فيها ظهرت تحته صور الإباء والنخوة والرجولة والصبر والشهامة والإيثار والمروءة.

نحن امة النفوس الابية والهمم العالية وامة الثبات على الحق وبقية الله في ارضه.

فتسلح بخبرتك اينما اكتسبتها، ان كان ذلك في تنظيم من تنظيمات الاخوان المسلمين او السلفيين او الوطنيين او اليساريين او العلمانيين او الحداثيين او اي محمول فكري اخر.

وعليك ان ترفد بخبرتك حركة النهوض السني في الشام وعليك ان تكون رافعة للوعي الشامي العام وعليك ان تكون في الطليعة لصناعة الزمن السني القادم.

اخي السني اختلافك معي في الرأي يغنيني وتباين تجربتك مع تجربتي يفتح لنا افق اوسع ولدينا اليوم فرصة تاريخية لتوليف الجهود والعقول والطاقات الشامية في اطار نهضة عامة.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم