سيف بن عمر (90-180هـ) من قدماء مؤرخي العرب. عاش نصف حياته في المدينة المنورة في العصر الأموي ثم انتقل للعراق ومات في الكوفة في عهد هارون الرشيد.
تاريخه يغطي الفترة من سنة 10 هـ إلى 36 هـ أي #الفتنة_الكبرى_بالإسلام.
اشتهر كثيرا بين مؤرخي عصره ونقلوا عنه.
خلاصة حاله: يروي بطريقة الحكواتي. وهذا يناسب رواية التاريخ، لكن هذا مرفوض تماما في رواية الحديث النبوي حيث يلزم نقل اللفظ بالضبط كما هو. ولهذا نجد تباين الحكم عليه في الحكم بضعفه في رواية الحديث، وتوثيقه في رواية التاريخ.
هذا في رواية الحديث، أما في التاريخ، يقول الذهبي في ميزان الاعتدال : ( كان إخبارياً عارفاً ) . و يقول ابن حجر في تقريب التهذيب: ( عمدة في التاريخ ) . أما اتهام ابن حبان لسيف بالزندقة فيجيب عنه ابن حجر في التقريب بقوله : ( أفحش ابن حبان القول فيه ) . ولا يصح اتهام سيف بالزندقة دون دليل ، إذ بكيف نفسر رواياته في الفتنة و حديثه عما جرى بين الصحابة ، فأسلوبه الذي روى به تلك الأحداث أبعد ما يكون عن أسلوب الزنادقة ، و هو الذي فضح و هتك ستر الزنادقة أمثال ابن سبأ !! بل ابن حبان نفسه متهم في عقيدته. قال عنه معاصره يحيى بن عمار: ولم يكن له كبير دين! وابن حبان معروف بهذه الإطلاقات العجيبة بغير تحقيق حتى قال ابن الصلاح: «غلط ابن حبان الغلط الفاحش في تصرفاته».
ولا شك أن رواية سيف مقدمة على غيره من الإخباريين المشهورين بالكذب أمثال أبي مخنف و الواقدي وابن الكلبي. فإن روايات سيف تتفق و تنسجم مع الروايات الصحيحة المروية عن الثقات ، علاوة على أنها صادرة و مأخوذة عمن شاهد تلك الحوادث أو كان قريباً منها .
وقد روى هو عن جماعة كثيرة، منهم علماء ورواة ثقات، ومنهم أيضا مجاهيل وضعفاء. فليس كل روايته صحيحة، فقد يكون البلاء من بعض من روى عنهم. فهو مثل الطبري، ثقة بذاته، لكن ليس كل رواياته صحيحة.
أكثر من يطعن به اليوم هم الشيعة لأن رواياته تهدم أكاذيبهم.
ومن الأساطير المشهورة اليوم أن شخصية ابن سبأ لم تأت إلا من طريق هذا المؤرخ، وهذا كذب لا يقوله إلا جاهل أو كذاب.
كتبه الدكتور وسام العظمة