لاول مرة منذ مئات السنين يتم فضح الباطنية السبئية على الملأ.
ابو حامد الغزالي
رحمه الله كتب منذ عدة قرون فضائح الباطنية وفند اكاذيبهم مما اتاح للنخبة السنية
في ذلك الوقت ان تتمتع ببعض من وضوح الرؤية لكي تلتقط انفاسها وتتلمس طريق الخروج
من حالة الهزيمة ووضع حد للهيمنة الشيعية السائدة آنذاك.
العمل الذي بدأه
الغزالي رحمه الله ادى الى قيام الدول السنية منذ الدولة الزنكية الايوبية الى
الدولة العثمانية بعد ان وضع حداً لعصر هيمنة شيعية استمر لاكثر من قرنين من
الزمن.
كتابات ابو حامد
الغزالي ادت في وقتها الى انارة بصيرة النخبة الفكرية والسياسية وجعلها تتمكن من
الانفلات من الاحابيل السبئية وتتوصل وبفترة قياسية الى انهاء عصر ابليس الشيعي
والقضاء على دوله.
فضائح الباطنية
اليوم هي تحت مرأى ومسمع كل انسان بفضل وسائل الاعلام وانتشار وسائل التواصل بين
الناس.
جرائم الباطنية في
عصرنا هذا معلومة من جميع المسلمين في الشام والعراق والجزيرة العربية، والذاكرة
حية والجراح مفتوحة تنزف ولا تزال اثار التدمير ماثلة للعيان في كل المدن السنية.
لذلك فانها فرصة
تاريخية لوضع حد للاختراق السبئي واقتلاعه من جذروه اي منذ الانقلاب على عثمان بن
عفان رضي الله عنه واعادة الاعتبار للعظماء من امتنا المسلمة الذين تصدوا لهذا
الانقلاب وأفشلوه وعلى رأسهم أمنا عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها واسيادنا طلحة
والزبير ومعاوية وعمرو وابو موسى الاشعري وغيرهم من اجدادنا الصحابة الكرام رضي
الله عنهم اجمعين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين والتابعين
باحسان الى يوم الدين.
كما هو الحال مع
جهاز الكمبيوتر عندما يعبّق ويبدأ يخربط ويجب إطفائه وإعادة تشغيله حتى يعود للعمل
بشكل طبيعي، فكذلك الوعي العام والذاكرة الجماعية يجب ان يعاد تشغيلها بعد وقفة مع
الماضي لالتقاط الانفاس وكسر حالة الانهاك والارهاق.
ويجب تسمية الاشياء
باسمائها.
ذلك يعني انه لا بد من وقفة لاجراء مراجعة شاملة
على طريقة ذلك الحكيم المسافر الذي مرّ على حطاب ينشر وبصعوبة شجرة في الغابة،
وتقدم منه الحكيم وسأله منذ كم من الوقت انت تنشر هذه الشجرة، فاجاب الحطاب منذ
يومين وسانتهي من نشرها بعد اربعة ايام ان شاء الله.
وهنا قال له الحكيم
انه لاحظ ان منشار الحطاب يحتاج الى تسنين (شحذ) فلو اخذ الحطاب ساعة من الوقت
ليشحذ منشاره فانه سينتهي من نشر الشجرة خلال يوم واحد.
نعم اعرف ذلك ولكنه
ليس لدي الوقت لشحذ المنشار.
لا بد من وقفة ولا
بد من الشجاعة فنحن نراكم الهزيمة تلو الهزيمة وكلما بلغنا قعراً تجاوزناه الى قعر
ادنى منه.
الترداد الببغائي
للوصفات القديمة اصبح ممجوجاً وكذلك تكرار الاسطوانات المشروخة من قبَل من تكلست
عقولهم ولا همة لهم على التفكير وعلى اعادة النظر بفهمهم للامور وكأن العلم توقف
عند اسفل ذقونهم.
هؤلاء هم
"السبئيون الجدد" يعيشون في عالمهم الخاص، لا تريعهم مناظر اشلاء
اطفالنا ولا يعنيهم بيوتنا المهدمة ولا تستفزهم صرخات القهر والالم من معتقلينا.
فالمهم بالنسبة
لهم، ليس ما تعلموه انما ما تمكنوا من استيعابه في عقولهم التي ملأها الصدأ.
هؤلاء السبئيون هم
سبب تخلف الامة وهم السبب الذي جعل المسلمون يتجهون للتنظيمات الاخوانية والسلفية
وبسببهم يخرج الشباب المسلم من الدين افواجاً وبسببهم انتشر الفكر العلماني في
بلاد المسلمين. وهم الذين انتجوا تلك الصورة النمطية التي جعلت من اللحية ولبس
العمامة رمزاً للتحجر والتخلف وعلى هذه الصورة النمطية تم بناء منظومة عصر
الانسلاخ (او ما يسمى بعصر النهضة).
الشيخ محمد عبدو
كان يرمز لهؤلاء "بعصا عليش" حيث انه ما ان يفتح اي مسلم فمه حتى يبدأ
هؤلاء بزجره وتفسيقه وتكفيره، وبدل ان يكفر المسلمون بهؤلاء كفر كثير من المسلمين
بالاسلام.
بعد أن وصلت تجربة
الاسلاميين التي اتت على انقاض هذه الطبقة من المتمشيخين الجهلة الى الطريق
المسدود، بدأ الكثير من هؤلاء المتمشيّخين الجهلة يطلون برؤوسهم الفارغة ويتصيدون
في الماء العكر ويعطون لانفسهم الحق بتكفير ذلك وتقييم ذاك ولعن من هب ودب وتوعد
المسلمين واهل الشام بشكلٍ خاص بالويل
والثبور وسخط الله وعقابه اذا لم تتمسح الناس على اعتابهم.
هؤلاء المتمشيخين
الجهلة يضعون انفسهم في مرتبة القداسة، فهؤلاء هم جند ابليس لانهم اليوم هم
المدافعون بشراسة عن الاختراقات السبئية في الفضاء السني.
احدهم لا يهمهم انه
على عهد معاوية او يزيد او الحجاج وعبدالملك لم يكن لأي مخلوق على الارض ان يطأ
طرف مسلم او ان يرفع بصره شذراً امامه.
هؤلاء المتمشيخين
الجهلة يسمعون وربما يرون بام اعينهم جحافل الشيعة تقتل وتنهب وتغتصب وتذبح باسم
الانتقام من يزيد ومن معاوية.
لا يفهم هؤلاء
وربما لا يعنيهم ان يفهموا ان سبب حقد السبئيين والشيعة على معاوية ويزيد والحجاج
وعبدالملك وهشام هو وبكل بساطة انه لم يكن بمقدورهم في زمن هؤلاء الرجال العظماء
ممارسة هوايتهم المفضلة بقتل وذبح واغتصاب المسلمين.
وان كل الديباجات
المنمقة والاحاديث المدسوسة والروايات المختلقةَ لا هدف لها الا التمويه على هذه
الحقيقة. وان مستوى حقد السبئيين على اي شخص هو على قدر اسهام هذا الشخص في تعطيل
مخططاتهم وافشال مؤامراتهم ومنعهم من
إبادة المسلمين.
ومن هنا حقدهم
الاكبر على أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها لانها هي قادت المسلمين لافشال الانقلاب السبئي مع اجدادنا الكرام صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، طلحة والزبير ومعاوية وابن العاص وابو موسى وغيرهم من الرجال
العظام.
الحقد السبئي
المبكر على ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها جعلهم يغدرون بها وبالجيش الذي
كان يرافقها بعد ان ابرموا الصلح مع قادة هذا الجيش طلحة والزبير.
وبالكاد تمكن قائد
الجيش السبئي من منع رجاله من سبي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم تاركاً لهم
كجائزة ترضية متعة قتل صحابيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمبشرينّ بالجنة
طلحة والزبير رحمهما الله.
السبئيون الجدد
متحمسون للروايات الشيعية اكثر من الشيعة انفسهم، لانه بالنسبة للشيعة والسبئيين
لا قيمة لاكاذيبهم الا بقدر ما تخدم دعايتهم ولكم ان تتخيلوا اللذة التي يشعر بها
الشيعي عندما يرى ان اكاذيبه التي لا يعتقد بصحتها هي في موضع الاعتقاد عند
المتمشيخين المنسوبين لاهل السنة ويكفرون ويفسقون عليها المسلمين.
ينتشر اليوم في
الوسط السني دين جديد "السبئيون الجدد".
انتشار السبئيون
الجدد يشكل جسور اختراق للفكر الشيعي في الفضاء السني ويعملون على اضفاء شرعية
سنية على الخرافات الشيعية.
عندما تسمع احد
هؤلاء السبئيون يتحدثون عن سيدنا معاوية او ابنه يزيد، تشعر وكأنه خارج لتوه من
مشاجرة مع احدهما وانه لا يزال يستشعر الم ركلات ارجلهم على وجهه وفي معدته.
هؤلاء "السبئيون
الجدد" يبدؤون بذم ولعن يزيد ثم ينتقدون معاوية ثم يلمزون في عثمان ومنطقهم
السافل يفتح الطريق الى النيّل من عمر وابو بكر رضي الله عن صحابة رسول الله
اجمعين.
(رحم الله حُجّة
الاسلام أبو حامد الغزالي عندما قال: ذم يزيد بداية التشيُع )
هؤلاء السبئيون الجدد،
او يمكن وصفهم بالمحمقون او المحنوقون الجدد يتعبدون لصنم جديد صنعوه او استوردوه
من الدين الشيعي السبئي.
هذا الصنم الذي
يتعبدونه هو الشخصية الخرافية التي صنعها السبئيون على اسم سيدنا علي بن ابي طالب
رضي الله عنه.
هؤلاء وثنيون بكل
معنى الكلمة فقد اكدوا وصدقوّا قول السبئيين الشيعة ان علي هو قسيم الجنة والنار
بل يقولون بان هذه الشخصية الوهمية الخرافية التي صنعها السبئيون باسم سيدنا علي
هي الفيصل بين الجنة والنار.
السبئيون الجدد
جعلوا حب علي بن ابي طالب من الإيمان وهذا خروج عن منهجية اهل السنة والجماعة في
تأصيل العقائد.
كما ان هؤلاء
السبئيون الجدد يستخدمون وبكل صلافة المصطلح السبئي الذي لا اصل له في الكتاب
والسنة او في لغة العرب، الا وهو مصطلح آل البيت.
ان تضع عمامة سنية
على رأسك وتتقيأ الترهات والخرافات الشيعية وفي هذه الظروف التي يتعرض فيها اهل
السنة والجماعة الى حرب ابادة وتهجير من قبل السبئيين فذلك يعني انك واحد من اثنين
(… او…..) لكنك بغض النظر عن اي من هاتين الصفتين تنطبق عليك فقد وضعت نفسك في
خانة العداء لاهل السنة والجماعة وجعلت من نفسك شريكاً في المحرقة السنية.