وضع الامور في نصابها وتجاوز مفاعيل هزيمة الزاب امام الحلف العباسي الشيعي المجوسي وتصفية الارث الاسود لهذه الحقبة التي تغلغلت خلالها منظومة ابليس في منظومتنا الرحمانية.
الاختراق الشيطاني لمنظومتنا الدينية كان عبر الثغرة
التي لم يتسنى لاجدادنا الوقت لسدها واقفال منافذها كما فعلوا وبكفاءة بما يتعلق
بتحصين القران الكريم وبتجذير الهدي والتربية المحمدية ووضع الآليات الضرورية
لاستمراريتها عبر الاجيال السنية المتلاحقة دون ان يطال الزمن المتقادم من رونقها
وصفاؤها وزخمها.
كماً قاموا بجهود جبارة تكللت بالنجاح غير المسبوق في
تاريخ البشرية في حفظ السنة النبوية الشريفة ووضع المناهج العلمية الفقهية التي
ترسخت في كينونة الانسان والمجتمع المسلم والتي تؤدي دورها في كل الظروف والاحوال
ضمن إطار المعلوم من الدين بالضرورة.
إضافة الى الجهود الجبارة في رفع سياج الحماية حول الدين
والعقيدة ضد كل انواع الادران والخبائث الشيطانية بإستحداث علم الكلام الذي يدرأ
عن الدين بالمحاججة العقلية ويذود عنه الشبهات.
كما انهم بذلوا جهوداً جبارة في حماية الموروث الروائي
من خلال علوم الطبقات والجرح والتعديل وتمحيص وتوثيق الاحاديث وقد تكللت الجهود
السنية المباركة في هذا المجال بالعمل العظيم الذي قام به الامام البخاري في نسف
جبل الكذب والتزوير السبئي الشيعي المجوسي العباسي بضربة واحدة. وبالرغم من النجاح
العظيم الذي حققه علماؤنا العظماء في حماية المورث الورائي لكنهم لم يتمكنوا من سد
هذه الثغرة نهائياً لسببين اثنين :
هو ان كهنة معبد ابليس ركزوا كل جهودهم في هذه الثغرة
المتبقية لهم امام التحصين المطلق الذي نجح اجدادنا في وضع استحكاماته بما يتعلق
بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة وبالمنظومة الايمانية الرحمانية. ولم
يتبقى لكهنة معبد ابليس الا ثغرة الموروث الروائي لكي ينفثوا سمومهم خاصة في ظل
هيمنتهم السياسية والعسكرية على مقاليد الامور في الدولة العباسية وجدير بالذكر ان
الامام البخاري قد قاسى الويلات بسبب صحيحه وانه لم يمضي وقتاً طويلاً بعد ان انجز
البخاري كتابه حتى دخلت المنطقة في العصر الشيعي الاول الذي امتد لاكثر من قرنين
من الزمن ظهرت خلاله الدول الشيعية والتي كان ابرزها، دول البويهيون والقرامطة
والحمدانيون والعبيديون(الفاطميون) والحشاشون وغيرهم من لقطاء ابليس.
خلال هذه الفترة الشيعية تم تكليف الرافضي الحاكم النيسابوري
بمراجعة صحيح البخاري وانقاذ احاديث شيعية كاذبة ووضع كتابه المستدرك على الصحيحين
وهو بمثابة هجوم شيعي رافضي معاكس على الاستحكامات التي وضعها البخاري لحماية
الارث الروائي. السبب الثاني هو الصعوبة العملية امام علماء المسلمين بسبب دخول
بلاد المسلمين في العصر الشيعي مما جعل من مهمة استكمال ما قام به البخاري امراً
في منتهى الصعوبة بسبب التهديد الامني المباشر على علماء المسلمين وكانت الساحة
خالية امام كهنة ابليس في استكمال عملية التزوير والدجل بدون اي عراقيل ولكن عمل
الامام البخاري كان دائماً شوكة في حلوقهم. خلال هذه الفترة تعايش علماء المسلمين
معها وقاموا بدروهم في الحفاظ على الدين بما يتلائم مع الظروف القاهرة التي كانوا
يعانون منها وتم تقديم التنازلات من بعضهم بما بدا لهم لا يمس جوهر الدين كما كان
الحال مع احمد بن حنبل الذي كان اول من قال بان علي بن ابي طالب هو الخليفة الرابع
مما يترتب عليه من الانتقاص والطعن بكثير من الصحابة وبامهات المؤمنين وكما الحال
مع الطبري الذي كان اول من وصف الانقلاب السبئي وقتل عثمان بالفتنة واضعاً كبار
الصحابة وامهات المؤمنين في منزلة البغاة المجرمين قتلة عثمان.
الى جانب الجبهات العلمية التي تصدى لها علماء المسلمين
بقيت ساحة لم يتم الالتفات اليها ولم يتم تحصينها وكانت الثغرة الكبيرة التي يرتع
فيها الشيعة والسبئيين والمجوس وهي التأريخ وقد تأخر التصدي لهذه الثغرة طويلاً
الى أن جاء ابن خلدون الذي بقي عمله وبالرغم من اهميته دون تأثير حاسم في هذا
المجال ولم يتم متابعة عمله وبقيت صنعة كتابة تاريخ المسلمين بأيدي اعدائهم.
لذلك فإن الامل بالله وبعلماء الحديث والتاريخ من
المسلمين وخاصة الشباب منهم استنفار هممهم لإستكمال ما قام به البخاري ولمتابعة ما
بدأه ابن خلدون في تمحيص التاريخ واعادة كتابته على الاسس العلمية القائمة على
توخي الدقة والامانة.
بإذن الله الشام راجعة لتكون الملاذ السني الآمن لاهل
النبوغ والعلم والهمة من امة محمد صلى الله عليه وسلم.