تسمية المدارس القرآنية باطلة والتسمية المناسبة الكتاتيب

 

✅ ️تحدّثت فيما سبق كثيرا عن المدارس القرءانية وعمّا يحدث فيها وعن أصل تكوينها وعمّن يدرّس فيها، ونبّهت إلى خطورتها، وإلى الفرق التي تختبئ خلفها، ولكن ما زال الكثير يتعجّب ويستغرب من لعني لها
سألخّص لكم الأمر
🚫 من ناحية التسمية هي تسمية باطلة، فالقرءان العظيم كلام الله لا يُنسب إليه من الألفاظ إلا ما يجوز في حقه، مثل قولنا: ما يجوز في حق الله وما لا يجوز، فكذلك هناك ما يجوز في حق القرءان وما لا يجوز من الألفاظ والاعتقاد وغيرها. ولفظة (مدرسة) أصلها (مدراس) لا تجوز في حق القرءان فهو محفوظ، ولكنها تجوز في بقية الكتب السماوية لأنها حُرِّفَتْ. (ومن معاني الدرس: التحريف أو الطمس) لذلك نجد هذه اللفظة (مدرسة) في القرءان، قد اقترنت بالكتب السماوية السابقة، ولم تقترن بكتاب الله القرءان. (قاعدة: لا مشاحة في الأسماء هي باب بلاء على عقيدة المسلمين وبسببها أصبح الإحسان تصوّفا والحج سياحة والمعاصي حرية شخصية... إلخ، بينما يقول الله تعالى: إن هي إلا أسماء سمّيتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) مع ملاحظة أنّ هناك فرق بين الدرس والتدارس كي لا يستشكل الأمر على البعض في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ
⬅️⬅️⬅️⬅️ واقرؤوا هذا الحديث جيدا وتأملوا معنى المدراس فيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد زنَى رجل منهم بعد إحصانه، بامرأة من يهود قد أحصنت، فقالوا، انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد فاسألوه كيف الحكم فيهما، وولُّوه الحكم عليهما، فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيه (وهو الجلد بحبل من ليف مطليٍّ بقار)، ثم تُسوَّد وجوههما، ثم يحملان على حمارين، وتحوَّل وجوههما من قبل دُبُر الحمار فاتبعوه، فإنما هو ملكٌ. وإن هو حكم فيهما بالرجم، فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه. فأتوه فقالوا: يا محمد، هذا الرجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت، فاحكم فيهما، فقد وليناك الحكم فيهما. فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى أحبارهم إلى بيت المدراس، فقال: يا معشر اليهود، أخرجوا إليّ أعلمكم. فأخرجوا إليه عبد الله بن صوريا الأعور، وقالوا: هذا أعلم من بقي بالتوراة. فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان غلامًا شابًّا من أحدثهم سنًّا، فألظَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألةَ، يقول: يا ابن صوريا، أنشُدك الله وأذكِّرك أياديه عند بني إسرائيل، هل تعلم أنّ الله حكم فيمن زنىَ بعد إحصانه بالرجم في التوراة؟ فقال: اللهم نعم! أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعلمون أنك نبيٌّ مرسلٌ، ولكنهم يحسدونك! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما فرجما عند باب مسجده، ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا، فأنـزل الله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.
✳️✳️✳️ التابعون ومن بعدهم من أهل العلم والفضل والصلاح، لم تغب عنهم مسألة تسمية المكان الذي يُتعلم فيه القرءان وعلومه ويُحفَظُ فيه، فاختاروا تسمية- أراها من توفيق الله لهم جازاهم الله عنا خيرا-، وهي تسمية (الكتاتيب) ومفردها (كُتّابٌ) وأصل التسمية ونسبتها إلى (الكتاب) الذي هو كلام الله القرءان، وله أصل ءاخر وهو (كُتّابُ الوحي) نسبة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين أمرهم بكتابة القرءان، فهذه النسبة تيمّنا وتأسّ وتشبّها بالصحابة في الاهتمام بكتاب الله رضي الله تعالى عنهم جميعا. وفي الكتاتيب كنا- كما كانوا- نقرأ الآية ونتعلمها مناسبة وحفظا وتجويدا وتفسيرا وتطبيقا ودعوة.
🚫🚫🚫 سلاحان هما أهمّ أسلحة العدوّ في محاربة الله ورسوله، الأوّل إبعاد المسلمين عن كتابهم، ولكنّ هذا الإبعاد لا يكون بالصدّ عن قراءة القرءان ولا بعدم طباعته ولا بمعاقبة من يقرأه، وإنّما بإفساد اللسان العربيّ كي يعجز المسلم عن فهم كتابه، وبتأويله تأويلا سقيما وإخراج آياته عن مناسبة نزولها ومعناها، وتحميله ما لا يحتمل من الأمر بالمنكر خاصة في العقيدة، لذلك كان همّهم الأوّل التخلص من الكتاتيب لأنها مصنع الرجال والعلماء ومنبت الأخلاق والأدب. لكنّ هذا لا يستقيم لهم ولا يقدرون عليه إلا ببديل، فعملوا على هذا لسنوات طويلة حتى ظهرت علينا ما يسمونها (مدارس قرءانية)، فما رأينا منها رجالا ولا علماء ولا أخلاق ولا أدب، لم نر منها إلا أصواتا تغني القرءان بلا تعظيم لكتاب الله ولا روح ولا علم ولا تقوى، ولم نر منها إلا تشدّدا وتنطعا وتكبّرا وغرورا وجدالا عقيما.
❌️❌️❌️ السلاح الثاني: استعمال المرأة في أمور الشرع، وقد وفّرت لهم مدارسهم هذه أرضية سهلة وخصبة، فمدارسهم هذه كأنما أسّست للنساء خاصة، فكلّ المنتسبين إلى هذه المدارس نساء باستثناء أفراد يكادون لا يلاحظهم أحد، فتمّ لهم ما يريدون وخرجت المرأة من بيتها مغرورة بحفظ القرءان كأنه واجب عليهنّ، ونتيجة لهذا انتشرت المشاكل العائلية والطلاق والأمراض النفسية والأذى لدى النساء المنتسبات لهذه المدارس (الواقع وما نراه يوميا من حالات كثيرة دليل على هذا)، وكيف لا تكون هذا النتيجة حتمية ونحن نرى المرأة متنمّصة واصلة (حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: لعن الله النامصة والمتنمّصة والواصلة والمستوصلة) تقرأ القرءان، بل وتُفتي وتفسّر؟ كيف يستقيم اجتماع رحمة مع لعنة، والله تعالى يقول: (وننزّل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)؟ وكيف لا تكون هذه الأمراض النفسية وأذى الشياطين، ونحن نجد المرأة حائض في هذه المدارس، وهي تمسك بمصحف قرءان بدعوى وتعلة طلب العلم، والله إنه سوء الأدب مع كتاب الله ومخالفة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكذب على الله وكتابه ورسوله وهنّ يخادعن أنفسهنّ، بفتوى الضلالة التي أخرجها لهنّ أئمة السلفية فيلبسون قفازات في أيديهنّ كأنّ المرأة تحيض من يديها.
❌️❌️❌️ المنتسبات والمنتسبون لهذه المدارس تجد عندهم صفات مشتركة، منها ادّعاء وتصنّع الخلق الحسن، وعند أوّل مناسبة يظهر سوء خلقهم بلا إبطاء، والغرور والتكبّر نتيجة تزكيتهم لأنفسهم، الجدال بغير علم في تأويل ءايات القرءان أو تفسيره، وكلهن وكلهم يستدلون بحديث رسول الله: من اجتهد وأصاب، كأنهنّ أو كأنهم بلغوا مرتبة الاجتهاد، يتشدّدون ويتشدّقون بقواعد التجويد، فتشبّهوا بأهل الكتاب الذين أخبر الله عنهم: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ، وقد قال سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: يعني غير عارفين بمعاني الكتاب. وقال مجاهد وقتادة: إلا كذباً وباطلاً.
⛔️⛔️⛔️ إنّ هذه المدارس التي ينسبونها زورا وكذبا وبهتانا إلى القرءان العزيز الحكيم، هي بمثابة مساجد ضرار، ظاهرها للجاهل المغترّ خير وعلم، ولكنّ حقيقتها وباطنها شرّ وكفر وتفريق للمسلمين ومحاربة لله ورسوله كما أخبر الله تعالى عن مسجد ضرار: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى.
✅️✅️✅️ والذين سعوا إلى إقامتها هم كما أخبر الله تعالى: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.
وحكمها كحكم مسجد ضرار: لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا
والأصل، الكتاتيب، فهي التي أسّست على التقوى كما أخبر الله تعالى: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.
هذا غيض من فيض، وأمّا ما يحدث داخل هذه المدارس من سحر وشعوذة وكفر فلا يسعه المقام ولا المقال، وإني مدرك تماما لما أقول وأعيه وأعنيه جيّدا.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
كتبه الأستاذ: الشاذلي بن محمد كيوة
لكل أصحاب العقول المستنيرة، أقل ما يجب فعله هو نشر #الوعي وتحطيم الصنم بمشاركة هذه المنشورات فلن تتغير الثقافة ولن يتم مواجهة الفكر إلا بالفكر.
من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع

إرسال تعليق

أحدث أقدم