إقرأ بعقلك دون تعصب!!
الرواية المكذوبة عن النبي ﷺ والمسيئة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واللتي يستدل بها الرافضة لتخطئة الصحابة الكرام وفي مقدمتهم أم المؤمنين عند خروجهم للقصاص من قتلة عثمان ذي النورين رضي الله عنه، وكان معها الزبير وطلحة وغيرهم من كبار الصحابة رضوان الله عليهم.
أعيروني أبصاركم وقلوبكم لأنكم ستقرأون صواعقاً:
وهذه المرة لن نتتبع الإسناد كما فعلنا سابقا في بعض المنشورات السابقة، لأننا سنكتفي بذكر ثلاثة من الأئمة النقاد وأعلم علماء الجرح والتعديل وأعمدته وحكمهم على هذه الرواية حكموا بأنها رواية (منكرة). نعم منكرة، أكمل القراءة.
قبل ذكر الثلاثة الآراء في نكرة هذه الرواية، دعوني أخبركم أن هذاوالحديث قد جاء بأسانيد متعددة وسأضع لكم بين أيدكم أقوى رواية وأحسن إسناد وردت فيه هذه الرواية... ورغم قوة الإسناد فهي منكرة فما بالك بما هو دونه.. وهي في مسند أحمد.
الحديث هو:
جاء في مسند الإمام أحمد ( ٢٩٨/٤٠ ) قال حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس قال لما أقبلت عائشة بلغت مياة بنی عامر ليلا نبحت الكلاب، قالت أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب قالت ما أظنني إلا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله عز وجل ذات بينهم قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم " كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟
الصاعقة:
لو لاحظتم إخواني الكرام في تخريج هذا الحديث، فهو غير موجود في الكتب الستة كلها. نعم محل استفهام واستنكار.
الطامة:
أن البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأبو داوود وابن ماجة، كلهم أعرضوا عن ذكر هذه الرواية. نعم أعرضوا عنها جميعا، أي أنهم رفضوها.
وهذه الكتب الستة اللتي قال عنها الحافظ المزي هي عمدة الإسلام وعليها مدار الأحكام.
فبالتالي، لماذا أعرض عنها أصحاب الكتب الستة مع علمهم بها؟ نعم، الجواب إلا لعلمهم بها أنها رواية منكرة، وهذا ما سنؤكده في هذا البحث البسيط من ذكرنا لكلام الأئمة الثلاثة في علم الجرح والتعديل.
رأي الحافظ المزي:
في كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزي (المجلد 24) وهو يتحدث عن قيس بن أبي حازم الذي روى هذا الحديث عن أم المؤمنين، وقد ثبت أنه أرسل عن بعض الصحابة، يعني روى عن الصحابة أحاديث مثل عبدالرحمن بن عوف وعبدالله بن رواحة وهو لم يلتق بهم. لك أن تتخيل، يروي عنهم دون رؤيتهم واللقاء بهم.
والكارثة أنه في هذا الحديث لو لاحظتم لم يصرح بالسماع، قال (لما أقبلت عائشة، فلم يصرح بالسماع)
لن نتعمق في ذكر ما قاله العلماء عنه ولكن سندخل في متن الحديث نفسه.
حكم الأئمة على المتن نفسه:
القول الأول: يحيى بن سعيد القطان شيخ الإمام المديني وشيخ أحمد بن حنبل.
قال علي بن المديني قال لي يحيى بن سعيد القطان، قيس بن أبي حازم منكر الحديث. ثم ذكر له يحي أحاديث مناكير منها حديث "كلاب الحوأب".
علي بن المديني هنا يصرح بشيئين:
1- أنه منكر الحديث، وهذا ليس محل البحث رغم أنها صاعقة تكفي لبطلان الحديث. ولكن الذي يهمنا أنه قال بعد ذلك: ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير منها حديث كلاب الحوأب.
فبالتالي الإمام يحي بن سعيد القطان وهو شيخ وأستاذ علي المديني والإمام أحمد بن حنبل، وهو إمام الجرح والتعديل يحكم على حديث كلاب الحوأب أنه حديث منكر. وهو الإمام الحجة في الجرح والتعديل في زمانه.
القول الثاني: إمام الجرح والتعديل أبو حاتم الرازي
كتاب العلل لابن أبي حاتم الرازي، يقول في المجلد 6، صفحة 589: وسألت أبي عن حديث رواه الأشج عن عقبة ابن خالد عن ابن قدامة يعني عصام عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله ﷺ لبعض نسائه: ليت شعري . . وذكر الحديث. في تكملة الحديث يقول (تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وشمالها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت أو بعدما قد كادت)
ما هو الحكم على هذا الحديث.
قال أبي، يعني أبو حاتم الرازي إمام الجرح والتعديل. يعني ابن أبي حاتم ينقل عن أبيه، قال أبي " لم يروي هذا الحديث غير عصام وهو حديث منكر.
نعم كما تقرأ يقول حديث منكر.
إذن صرح بشيئين
1- لم يروه غير عصام،
2- حكم على الحديث أنه منكر
وهذا هو الإمام الآخر الذي يقول أن الحديث منكر.
إذن أبو حاتم الرازي يقول حديث منكر.
القول الثالث:
قال أيضا وسئل أبو زرعة الرازي عن هذا الحديث فقال هذا حديث منكر لا يروى من طريق غيره.
إذن الآن لدينا ثلاثة من أعمدة الجرح والتعديل من الإئمة يصرحون بنكران الحديث
1- يحيى بن سعيد القطان
2- أبو حاتم الرازي
3- أبو زرعة الرازي
وهم أئمة الجرح والتعديل وليس بعدهم أحد وهم من أقران الإمام أحمد.
ونحن نعرف حكم الحديث المنكر ، فهو من قسم الحديث الضعيف جدا فلا يقوي ولا يقوى بغيره كما يقول إئمة الجرح والتعديل. كما في (كتاب الحديث المنكر عند نقاد الحديث) للشيخ عبدالرحمن بن نويفع السلمي. صفحة 104..
لذلك يجب على من يستدل بهذا الحدث المنكر أن لا يفتح فمه ولا يستدل به. وأخص بالذكر أهل السنة الذين تشيعوا في في عقلهم الباطني.
كتبه: عبدالرحمن الداخل (د. في التأريخ السياسي الإسلامي درس في مركز الحديث - اليمن)
لكل أصحاب العقول المستنيرة، أقل ما يجب فعله هو نشر الوعي وتحطيم الصنم بمشاركة هذه المنشورات فلن تتغير الثقافة ولن يتم مواجهة الفكر إلا بالفكر. #المنظومة_الفكرية_السنية #مدونة_الوعي_السياسي
من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع
من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع
