علما أن عبد الله بن الزبير هو من بدأ القتال في البلد الحرام وقتل عمرو بن الزبير. وقد قاتله الحجاج بشرف فلم يتعرض لآل الزبير ويطردهم كما فعل ابن الزبير مع بني أمية في المدينة. وقد عرض عليه الحجاج الإستسلام فأبى، و أعطى الأمان لأولاده فقبلوا وتركوا أباهم.
المرء يتعجب من شيوخ السنة الذين يطعنون في الحجاج من أجل ابن الزبير، ويتركون الزبير نفسه حواري الرسول الذي قتل على يد جيش علي غدرا، وقاتله معروف، ولم ينفذ علي عليه أي عقوبة.
وأما ما فعله الحجاج في دير الجماجم فهؤلاء الفقهاء ارتكبوا خيانة عظمى وتعاونوا مع ملك كافر وأرادوا القضاء على الخلافة. فهم مستحقين للقتل ومع ذلك عفى الحجاج عن كل من زعم أنه تاب منهم. ومع ذلك كفروه على ما فعله!
روايات عن الحجاج لم تصح، يستخدمها البعض اليوم لتكفيره
وعلق الإمامُ الذهبي في "السير" (٥/٤٤) بقوله : "قُلْتُ : يُشِيْرُ إِلَى المُرْجِئَةِ مِنْهُم ، الَّذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ : هُوَ مُؤْمِنٌ كَامِلُ الإِيْمَانِ مَعَ عَسْفِهِ ، وَسَفْكِهِ الدِّمَاءَ ، وَسَبِّهِ الصَّحَابَةَ .ا.هـ. فهي ليست تكفير ولكن لوم للمرجئة من أهل الكوفة.
عن عوفِ بنِ أبي جميلةَ أن الحجاجَ بنَ يوسف غيرَ في مصحفِ عثمانَ أحد عشر حرفاً .
وفي سندِ الروايةِ عبادُ بنُ صهيب البصري ، ذكره الذهبي في "الميزان" (٢/٣٦٧ رقم ٤١٢٢) وقال : أحدُ المتروكين ... قال ابن المديني : ذهب حديثه . وقال البخاري والنسائي وغيرهما : متروك . وقال ابنُ حبان : كان قدرياً داعيةً ، ومع ذلك يروي أشياءَ إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعةِ شهد له بالوضعِ .ا.هـ.
عَنْ عَوْفٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ مَثَلَ عُثْمَانَ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ يَقْرَؤُهَا وَيُفَسِّرُهَا : "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا" [ آل عمران : ٥٥ ] يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ وَإِلَى أَهْلِ الشَّامِ .
أخرجه أبو داود (٤٦٤١) ، وقال عنه العلامة الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (١٠٠٦) : ضعيف مقطوع .
عن عاصم بن أبي النجود والأعمش ، أنهما سمعا الحجاج - قبحه الله - يقول ذلك ، وفيه : والله لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ، ولا أجد أحداً يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه ، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير .
وفي سندِ هذه الروايةِ أبو هشام الرفاعي محمدُ بنُ يزيد . قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه . وقال النسائي : ضعيف . وقال الترمذي : رأيتُ محمداً أبا هشام الرفاعي . وقال ابنُ حجر : ليس بالقوي .
عن الأعمش يقول : والله لقد سمعت الحجاج بن يوسف يقول : يا عجبا من عبد هذيل ، يزعم أنه يقرأ قرآنا من عند الله، واللهِ ما هو إلا رجز من رجز الأعراب ، والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه .
وفي سندها أحمد بن عبد الجبار العُطَارِدي . قال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال مُطَّين : كان يكذب . وقال ابنُ عدي : رأيتُ أهلَ العراقِ مُجمعين على ضعفه . وقال الذهبي : ضعفه غيرُ واحدٍ .
عن مسلم بن إبراهيم ، ثنا الصلت بن دينار ، سمعتُ الحجاجَ على منبرِ واسط يقولُ : عبدُ الله بنُ مسعود رأسُ المنافقين لو أدركته لأسقيتُ الأرضَ من دمهِ . قال - أي الصلت بن دينار - وسمعته على منبر واسط وتلا هذه الآية : "وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي" قال : والله إن كان سليمان لحسوداً .
وفي سنده الصلتُ بنُ دينار الأزدي . قال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل : متروكُ الحديث ، ترك الناسُ حديثه .
عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّيِّ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : رَسُولُ أَحَدِكُمْ فِي حَاجَتِهِ أَكْرَمُ عَلَيْهِ أَمْ خَلِيفَتُهُ فِي أَهْلِهِ ؟ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لِلَّهِ عَلَيَّ أَلَّا أُصَلِّيَ خَلْفَكَ صَلَاةً أَبَدًا ، وَإِنْ وَجَدْتُ قَوْمًا يُجَاهِدُونَكَ لَأُجَاهِدَنَّكَ مَعَهُمْ . زَادَ إِسْحَقُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ : فَقَاتَلَ فِي الْجَمَاجِمِ حَتَّى قُتِلَ .
رواهُ أبو داود (٤٦٤٢) ، وقال العلامة الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (١٠٠٧) : ضعيف مقطوع .ا.هـ.
أقول: الربيع بن خالد الضبي مجهول، والراوي عنه مدلس.
كتبه فضيلة الشيخ الدكتور وسام العظمة (دكتوراه في علم الحديث)
#المنظومة_الفكرية_السنية من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع