الحلقة التاسعة من الحراك السني : الاعتبارات الواقعية للحراك الديناميكي (9)

 

 في هذه الحلقة سنتكلم عن الاعتبارات الواقعية الحالية و الظروف الميدانية و الامكانيات المتاحة و العوائق على انواعها. الهدف من ذلك هو اتاحة الفرصة للعقل السني ليقوم بموالفة المعطيات وفرزها وتقنينها، اي التدرب على التفكير المتعدد الجوانب وعلى المتتاليات وادراج مفهوم النقطة الحرجة في التفكير.

1. يجب تشخيص الواقع بشكل موضوعي والاخذ بعين الاعتبار ظروف مختلف الفعاليات السنية المشتتة في جميع اصقاع الارض و اقتراح خارطة طريق عملية يمكن تحقيقها على ارض الواقع ولا تحتوي على افتراضات غير عملية.

 ان التشتت الجغرافي والثقافي والسياسي الذي نعاني منه والذي يبدو لاول وهلة انه يشكل عائق امام فعالية الحراك السني القادم، انما هو في واقع الامر مصدر قوة عظيمة إذا ما تم استثماره جيداً على اساس انه انتشار واسع عالمياً مما يجعل حراكنا قريباً من مواقع التاثير والقرار في العالم.

يد الله مع الجماعة و الفشل و الإنهاك حليف الافراد المعزولين و تضافر الجهود الفردية يضاعف القوة الناتجة عن اتحاد الجهود بمتتالية هندسية.

2. يجب التأسيس لحالة شعبية تفرز قيادات لا ترتبط باطار ايديولوجي او حزبي انما تكون تحت شعار واسع يهدف الى تحقيق وجود اهل السنة و الجماعة سياسياً و الحفاظ على مصالحهم وحماية حماهم. وكل اشارة بالاصبع لاي فرد سني للإنتقاص منه تحت اي ذريعة ايديولوجية سيكون امراً مرفوضاً واي محاولة تشكيك بإيمان الاشخاص او محاولة اللمز بإسلامهم او بإيمانهم او بإلتزامهم الديني تعتبر حالة اعتداء على الحراك الشعبي وخيانة للثورة. ولا تزال في ذاكرة الجميع وخاصة ثوار 2011 كيف تم اختراق الثورة من قبل الاسلاميين باساليب التشكيك واستخدام الدين والتشكيك بالالتزام الديني عند الشباب الشامي لصالح الالتزام بايديولوجيات اسلاموية تخدم الاعداء.

لذلك مجرد الاشارة الى اي سني بصفة علماني او ناصبي يضع مرتكب هذه الجريمة في خانة العداء للثورة مع الاحتفاظ بحق كل سني بان يعلن عن توجهه العقائدي او السياسي او وجهة نظره بما يخص مصلحة الحراك السني  دون ان ينتقص ذلك من صفته السنية ومن موقعه في الجسم السني. بعبارة اخرى، كل من تضيق بهم نفوسهم ويضعون انفسهم في موقع اطلاق الاحكام على الاخرين وتكفير هذا وتفسيق ذاك، سيضعون انفسهم في مواجهة الحراك السني ويتم وصمهم بالخيانة.

3. اذاً المطلوب خلق حالة شعبية سنية على أساس العصيبة المذهبية التي تضم في حناياها العصبية الدينية و الامتناع عن اعلان اهداف بعيدة تضرب المخيلة الاسرائيلية و الغربية و تثير حفيظة و خوف القوى و الانظمة العربية. هدف الحراك السني القادم هو اعادة اهل السنة الى المعادلة السياسية ووضع حد لمسألة شطبهم منها ووضع حد لتسليط الاخرين على رقابهم. وعلى هذا الاساس سيتم صناعة التحالفات.

4. يجب استعادة التمثيل السني من كل الحركات الحزبية و العقائدية بدون هوادة و يجب عزل كل الهيئات التي تدّعي و لو شكلياً او جزئياً تمثيل السنة من اي عناصر غير سنية و كذلك من العناصر السنية ذات الميول والارتباطات المشبوهة او الارتباطات الايدلوجية او العقائدية او الحزبية و التشهير بهم و التخلص منهم سياسيا و إعلامياً.

5. يجب تطهير الفضاء الثقافي السني من المصطلحات الدخيلة ذات الدلالات العمومية و إبدالها بالمصطلحات ذات الدلالات المتخصصة و تسمية الاشياء بأسمائها خاصة لناحية وصف العدو الشيعي و التأكيد على الهوية السنية و على البعد الديني الحنيف للانتماء.

تطهير الفضاء الثقافي يتم عبر ضرب وعزل المفاهيم الدخيلة و تدمير صدقيتها الذاتية. نحن في مرحلة بناء فكري و سياسي ويجب ان لا نكتفي بالتعاطي مع المفاهيم الفكرية و السياسية الدخيلة من حيث مضامينها النظرية انما من حيث استخداماتها كادوات اختراق للجسم السني ومن حيث كونها احصنة طراودة يدخل فيها الاعداء بقناع الاصدقاء.

لذلك يجب نفي هذه المفاهيم بغض النظر عن حيثياتها و دلالاتها اللغوية و حتى بغض النظر عن مواقفنا المبدئية منها و لا ننسى ان الهدف من ذلك هو تطهير الفضاء الثقافي من ما يمكنه ان يضعف اللحمة السنية.

6. معركتنا اليوم هي معركة وجود ونحن في مواجهة مشروع إبادة جسدية وذلك يستدعي عدم إعاقة الحراك السني بالتشنجات الايديولوجية، خاصة واننا بصدد الخروج من فترة طويلة من الاستلاب الفكري و الثقافي ومن فترة طويلة من الهزيمة.

7. على كل فرد سني ‏أن يعلم انه تجربته في العصر البائد هي جزء من تجربة الامة...

و ان معاناته و تضحياته هم جزء من معاناة و تضحيات الامة...

وان تجربته و خبرته النضالية هي اليوم جزء من ذخيرة الامة ...

و ‏على كل سني أن يعلم انه :

- مهما كانت تجربته النضالية

- مهما كانت افكاره و معتقداته و منهجه

- مهما كان تقييمه للماضي و لتجارب الاخرين

فشعبه بحاجة الى خبرته و تجربته ويجب عليه ان لا تهدر معاناته و تضحياته و نضاله سدى ... ويجب ان لا تحبطه الاصوات الشاذة و العقول المتحجرة فان وجود هذه الاصوات و العقول هي إفرازات حقبة شاذة و هي كالعكر الذي يختلط بالماء المتفجر من نبع جديد ... 

يجب ان نعيد تدوير خبراتنا المتراكمة لصناعة فكر عربي شامي سني جديد ...

يجب علينا ان نصنع فكرا جديدا و ثقافة جديدة و نعيد الامة الى حركة الدفع الحضاري و الى استعادة موقعها الريادي بين الأمم .

#المنظومة_الفكرية_السنية من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع

إرسال تعليق

أحدث أقدم