اشكالية مقولة ان الاسلام دين و دولة


 مقولة ان الاسلام دين ودولة هي في الاصل مقولة الخوارج والشيعة وقول اهل السنة والجماعة هو ان الاسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده.

الدولة هي هيكلية تنظيمية للشان العام ولا يوجد في ابواب الفقه السني باب يعالج شكل الدولة وكيفية تنظيمها وكيفية تعيين الولاة فيها او كيفية تعيين راس الهرم فيها.

تنظيم الدولة وعملها يخضع كغيرها من الاشكال التنظيمية التي يحتاجها الشعب لتنظيم نواحي وجوده الاجتماعي والسياسي للمنظومة القيمية التي استنبطها العلماء من الدين الحنيف والتي ترتكز الى جملة المناقب والاخلاقيات التي يجب ان يتحلى بها الانسان في ممارسته لمختلف جوانب حياته.

الصراع على السلطة مرادف للمجتمعات منذ ان وجد الانسان وهي جزء من عملية التدافع بين البشر الذي ياخذ اشكال كثيرة في جميع جوانب الحياة حيث يوجد مصلحة او مكسب او مغنم. ومنذ فجر التاريخ وقبل ترسيخ ممارسات التغيير السلمي للسلطة عبر الانتخابات كان تداول السلطة يتم عبر العنف وبواسطة السلاح وهذا لا يختص به شعب دون اخر وقد وضع البشر قواعد سلمية لتداول السلطة عبر نظام التوريث من ان اجل تفادي الخضات المصاحبة للتغيير ولعل النظام القبلي العربي كان في القديم من اكثر النظم التي تؤمن تدوال السلطة بشكل سلمي كامل.

بشكل عام كان هناك استقرار في عمل سلطات مختلف الشعوب لان مفاهيم الشرعية والاحقية بالسلطة او بالملك كان لها قواعدها المتعارف عليها والمقبولة من الجميع بحكم الامر الواقع. وعملية ازاحة البيوت الحاكمة كان يتم غالبًا بواسطة حرب من جهة خارجية.

الديناميكية التي عرفتها البلاد المسلمة بعد اتساع رقعتها الجغرافية وشمولها شعوب وامم متعددة الاعراق وظهور دول وامبراطوريات عظيمة وتكاثر الطامحين الى الحكم والسلطة لاسباب طموحات شخصية او لاسباب سياسية او دينية، دفعت علماء المسلمين الى التفكير في احسن الطرق لضمان استقرار المجتمعات المسلمة وابتكروا مفهوم الامام المتغلب والهدف منه هو تجنيب المجتمعات المسلمة عواقب الصراعات الدموية على السلطة ويقوم هذا المبدأ على أن عِماد المجتمع المسلم هو القضاء وليس السلطة السياسية وفي حال الصراع على السلطة بين شخصين او عائلتين كان ينبغي حصر هذا الصراع في حده الادنى وتفادي تحوله الى حرب اهلية تراق فيها الدماء من اجل مطامح شخصية لافراد. ان مفهوم الامام المتغلب لا يعني ابداً قبول الظلم والجور ويشهد تاريخنا جرأة علماء المسلمين بالحق على كل سلطان جائر. وتفسير أهل السنة والجماعة للاية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ …." ان اولي الامر هم علماء المسلمين من اهل السنة والجماعة الذين تلقوا علومهم واجازاتهم بالسند المتصل وليسو اصحاب السلطة السياسة او الحكام.

إرسال تعليق

أحدث أقدم