القاعدة تقول :
اذا لم يكن لك مشروع فانت ضحية لمشاريع الاخرين.
النظام العالمي الحالي تم بناءه على أساس ترحيل كلمة سني من الوعي العام وشطب الاسهام العربي السني في الحضارة الانسانية من الذاكرة. والذي يرى حال المسلمين اليوم يصعب عليه ان يتصور انه كان للمسلمين حضارة في يومٍ من الايام.
لقد تم تفتيت بلاد الشام الى عدة كيانات تحكمها اقليات دينية تتمتع بكل الامتيازات واصبح مستوى المسلمين السنة في درجة مواطنين او رعايا من درجة ثانية او ثالثة.
توالت على ارض الشام كل انواع المشاريع من دينية وحزبية ومذهبية وقومية وايديولوجية الا مشروع واحد لم يرى النور بعد وتفتقده الشام وهو المشروع السني. وذلك بالرغم من ان الاكثرية في الشام سنية، والثقافة المهيمنة السنية.
فقد استولت الاقليات على إرثنا الحضاري واصبح اهل السنة والجماعة وهم صنّاع هذه الحضارة كالايتام على مائدة اللئام مُضطهَدون في بلادهم ومشكوك في ولائهم.
فقد اصبح اهل السنة والجماعة بدون ذاكرة تاريخية وبدون مشروع مستقبلي واصبحوا وقوداً لمشاريع معادية لوجودهم وتستنزف قدراتهم في ابشع تدمير ذاتي عرفه العرب في تاريخهم.
شباب السنة يتطوعون في جيوش مهمتها قتلهم ويقومون ببناء سجون يتم اعدادها لسجنهم لكي يتم هدر اعمارهم بين جدرانها.
كل المشاريع الموجودة في بلاد الشام تقتات وبشراهة على الجسم السني وكل هذه المشاريع وان كانت ذات ألوان متعددة فإن هدفها واحد وهو منع السني من استعادة هويته ودوره الحضاري ومنعه من تقرير مصيره بنفسه.
عدم وجود مشروع سني جعل الانسان السني وقود وضحية لمشاريع الاخرين، الذين استعمروا عقله بايديولوجيات تم صناعتها خصيصاً لمحو ذاكرته واستبدالها بذاكرة مزيفة بما يشبه تركيب مخ ذبابة في رأس نسر.
الخطوة الاولى هو ان يستعيد الانسان السني ذاكرته ويعيد استكشاف شخصيته الحقيقية ويتخلص من الشخصيات المزيفة التي البسوه اياها.
وسيستمر الوضع السني في الحضيض الى ان ينبثق مشروع سني يستعيد السني من خلاله ذاكرته ويستعيد شخصيته ويؤطر الجهود السنية لتحقيق عزة ورفعة الانسان السني ليكون عزيزاً في بيته وارضه.
الخطوة الاولى في المشروع السني هو رفع مستوى الوعي السني.
رفع مستوى الوعي السني يؤدي الى تجفيف ينابيع المشاريع الاخرى التي تقتات على الجسم السني.
اذاً المشروع السني هو مسألة حياة او موت لنا، ولا خلاص لاهل الشام الا بوجود مشروع تقوم بإنتاجه العقول السنية ويُعيد للمسلمين كرامتهم وعزتهم ودورهم في المعترك الحضاري ويجعلهم آمنين في اوطانهم ومطمئنين على مستقبل اولادهم لا يخافون عليهم من غائلة المجرمين.
المعادلة هي التالية ؛
عدم وجود المشروع السني يعني استمرار القتل والاجرام بحق اهل السنة الى حين فنائهم وقد باؤوا بغضب الله ولعنة الامم.
" هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم "