الحسين لم يخرج ضد الخلافة لاعتراض على شخصية يزيد ولا على سياسته، وإنما لأنه يرى الخلافة حق لبني هاشم فقط. لذلك كان سيخرج بغض النظر عن أي رجل يتولى الحكم ويبايعه المسلمون. الأمر واضح إن شاء الله.
سأنقل لكم كلامه هو كما نقله المؤرخون: الطبري والبلاذري وعنهما: ابن كثير وابن الأثير وغيرهما، وكتب الأدب كذلك.
" كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فِيهِ بحسن رأيكم، واجتماع ملئكم عَلَى نصرنا، والطلب بحقنا، فسألت اللَّه أن يحسن لنا الصنع، وأن يثيبكم عَلَى ذَلِكَ أعظم الأجر" (رواية أبي مخنف)
وقال العتبي: حجب الوليد بْن عتبة (والي المدينة) أهل العراق عَنِ الحسين فقال له الْحُسَيْن: "يا ظالمًا لنفسه عاصيًا لربه علام تحول بيني وبين قوم عرفوا من حقي مَا جهلته أنت وعمك؟" (البلاذري)
" فإنكم إن تتقوا وتعرفوا الحقّ لأهله؛ يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولَى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدَّعين ما ليس لهم" (رواية أبي مخنف)
============
وحتى أتباعه يرددون نفس كلامه:
وها هو ذا عبد الله بن يَقْطُر أخ الحسين من الرضاعة يخاطب جنودَ عبيد الله بن زياد: «إني رسول الحسين ابن بنت رسول الله إليكم لتنصروه وتؤازروه على ابن مرجانة وابن سمية الدعيّ وابن الدعيّ لعنه الله» (رواية أبي مخنف)
وحين أُسِرَ مُسْلِم بن عَقِيل -ابن عم الحسين ورسوله إلى أهل العراق- وأُتي به إلى عُبيدِ الله بن زياد بن أبي سفيان، سأله عُبيدُ الله: كأنكَ تَظُنُّ أنَّ لكم في الأمر شيئا؟ فيردّ عليه مُسْلِمُ بن عَقِيل: لا والله ما هو بالظنّ، ولكنَّه اليقين. (رواية أبي مخنف)
في هذه النصوص المنقولة عنه، نجده مؤمناً بأمرين: حقّه الإلهي المطلق في حُكْم الناس، وجَنَّة الخلود لمن يُساند ذلك الاختيار من عوام الناس.
وللأسف كل الروايات عن خروج الحسين في كتب التاريخ هي روايات شيعية أو بلا سند. فنحن مضطرون للاستناد على الموجود بين أيدينا.