يقتضي الاتفاق السري (القديم منذ ما بعد العثمانيين) بين اليهود والفُرس على إقامة دولة إسرائيل الكبرى تحيطها إمبراطورية الشيعة للعمل على حماية اليهود، منذ ما يقارب القرن اشتغل النظام الدولي كثيراً لتحقيق هذا الاتفاق.
خلال العقدين الماضيين استطاعت إيران احتلال أربع عواصم عربية وساهمت في خلخلة بقية عواصم طوق إسرائيل بهدف تحقيق الأمن والأمان للكيان المحتل، في المقابل كانت وما زالت وستظل حركة حماس الفلسطينية الجماعة (السُنية) الوحيدة التي تقاوم وتقاتل وتقلق إسرائيل قولاً وفعلاً.
*قبل الطوفان*
تشير الأحداث أن يحيى السنوار زعيم حركة حماس نجح خلال السنوات الخمس الماضية في خداع النظام الدولي بإيهام الكل أن الحركة أصبحت ضمن محور إيران، كان السنوار يعرف أن أي جماعة مسلحة عربية ضمن محور إيران فإن النظام الدولي لن يستهدفها أو يجتثها أو يحاربها كما يحارب بقية الجماعات المسلحة التي خارج هذا المحور، استغل السنوار هذا التوجه وأظهر للكل انضمامهم للمحور لكي يستعد جيداً بعيداً عن أعين النظام الدولي الذي اطمأن أن الحركة أصبحت فعلاً ضمن محور إيران ولن تعمل شيئا يهدد أمن إسرائيل كما هو حال بقية جماعات المحور، لكن كل ذلك الوهم تبدد في فجر 7 أكتوبر حين اكتشفت إيران والنظام الدولي أنه تم خداعهم وتضليلهم من قبل السنوار ورفاقه، ولذلك الآن اتفق النظام الدولي بمن فيهم إيران على تأديب حركة حماس التي أظهرت جسارة وشجاعة منقطعة النظير وأسقطت كل مشاريع الزيف والدجل والتضليل!
*مع الطوفان*
بعد فجر السابع من أكتوبر الماضي اتضح للجميع أن من صالح إيران هزيمة حماس وخسارتها لقطاع غزة، لأن خسارتها تلك ستتيح لإيران الاستحواذ والتفرد بالشارع العربي وستسوق نفسها أنها الرافعة الوحيدة لقضية فلسطين والقدس بينما في الحقيقة ستعمل إيران بكل قوتها لتحقيق الاتفاق القديم المتمثل في احتلال اليهود لكل الأرض الفلسطينية واستمرارهم في دعم إيران للسيطرة على بقية الجزيرة العربية (الخليج تحديداً).
خلال معركة طوفان الأقصى تعمل إيران عبر أذرعها بالتصعيد المتوازي للعدوان الإسرائيلي على غزة وبالاتفاق والتنسيق مع الكيان المحتل من خلال معادلة (كلما تقدمت إسرائيل في غزة يرتفع تصعيد أدوات إيران بالشكل الذي لا يعرقل الكيان أو يوقف عدوانه) يعني (كلما خسرت حماس في المعركة، يكسب الإيرانيون من خلال تصعيدهم تحت ذريعة رفع الراية بديلاً عن حماس ولكسب أتباع جدد للمحور الإيراني).
*دور العملاء*
أوعزت إيران لعميلها حسن نصرالله بالظهور بمظهر خافت ومتواضع جداً في معركة طوفان الأقصى، حيث يقوم بأداء دور ضعيف في مواجهة الاحتلال، بينما أوعزت إيران كذلك لعميلها الآخر عبدالملك الحوثي للظهور بأداء إعلامي وفهلوي قوي، طبعاً كل هذا يتم بالتنسيق مع أمريكا وإسرائيل، ولذلك من المهم أن نعرف أن تلك الأدوار التي يتوزعونها بينهم إنما هي أدوار مقصودة وسيناريوهات مدروسة أيضاً بغرض تحقيق عدة أهداف منها:
تعتقد إيران أن دور حسن نصرالله انتهى ولم تعد تريد منه الظهور بقوة كما كان في السنوات الماضية وأوكلت تلك المهمة الآن لعميلها عبدالملك الحوثي الذي تسميه وسائل إعلام إيران (باليماني) في إشارة للأساطير التي تتحدث عن خروج شخص من اليمن يمهد لخروج (المهدي)، لكن الهدف الحقيقي من ذلك الدور أن إيران تحتاج عبدالملك قادم الأيام بعد الانتهاء من معركة غزة سواءً انتصرت المقاومة أو خسرت، لا قدر الله، حيث ستوكل إيران مهمة لعبدالملك تتمثل في القيام بدور حسن نصرالله الذي قام به عام 2006م كقائد لما يسمى محور المقاومة، وأتوقع قادم الأيام أن يتم تنصيب عبدالملك (سيداً للمقاومة) بدلاً عن نصرالله وسيقوم بعدها عبدالملك الحوثي بتجميع الشيعة العرب والمغرر بهم من المتعاطفين مع غزة وفلسطين والمتألمين بما حصل هناك وسيقنعهم للتحرك تحت قيادته والتوجه للسيطرة على المملكة وتحديداً (مكة والمدينة)، وسيبدأ عدوانه على الخليج انطلاقاً من اليمن والعراق تحت ذريعة (إسقاط الأنظمة العميلة وثأراً لغزة وفلسطين وتحرير القدس) وسيسوقون لأتباعهم لافتات ومبررات كثيرة (لن نستطيع تحرير القدس إلا بعد سقوط هذه الأنظمة)، وستظهر حجج وذرائع أخرى بدعم كبير وقوي من إيران وداعميها الدوليين، ولذلك من المتوقع كذلك قادم الأيام مشاهدة مسرحيات أكثر إثارة سينفذها عبدالملك وجماعته بالشراكة والتنسيق مع الأمريكان والكيان المحتل في البحر الأحمر من خلال تدمير واستهداف بعض (البوارج) التي خرجت عن الخدمة وسيقابله عدد من الضربات الصاروخية الأمريكية على مناطق في صنعاء وصعدة يرافقها زخم إعلامي غير مسبوق، تلك المشاهد ستعمل على تحفيز وإقناع الكثير بأن عبدالملك هو حامل راية الفتح وأنه فعلاً (سيد المقاومة) بينما الحقيقة أن هدفهم ضرب وإسقاط بقية العواصم العربية وتنفيذ وعد بلفور المشؤم المتمثل بتقاسم الوطن العربي من خلال إقامة دولة لليهود تحيط بها دولة للشيعة! مبروك المسمري
#السبئية مشروعهم واحد وعدوهم واحد.