انبرى الامام البخاري لدرء الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتعطيل ألة الكذب العباسية السبئية لصناعة الاحاديث الكاذبة ونسبتها الى الرسول. وكان للبخاري منهجيته الدقيقة في غربلة الاحاديث في ظل اوضاع سياسية يتمتع فيها الروافض (الشيعة والسبئيين) بسلطة واسعة ما لبثت ان تحولت الى سيطرة كاملة بعد وفاة البخاري بحوالي عشرين سنة.
ولقد عانى الامام البخاري الامرين من العباسيين في اواخر حياته اي عندما اكتشف العباسيون وحلفائهم الروافض ما قام به البخاري من تعطيل ماكينة الكذب التي اطلقوا لها العنان عقوداً طويلة من الزمن وبفضل جهود البخاري انهارت جبال الاكاذيب الشيعية بضربة رجل واحد هو الامام البخاري رضي الله عنه.
العمل الجبار الذي قام به البخاري كان هجوماً سنياً على استحكامات الدجل والكذب والنجاسة التي اقامها العباسيون والروافض وكان من الطبيعي ان يتابع علماء الامة المهمة ويقومون تِباعاً بتجذير الاستحكامات المنهجية التي وضعها الامام البخاري كما فعل علماء الامة في السابق عندما قاموا بمتابعة العمل الذي قام به الامام ابو الحسن الاشعري في الدفاع عن العقيدة وانتجوا للامة علم الكلام الذي صد الهجوم العباسي الاول الذي استخدم الفلسفة اليونانية للهجوم على الاسلام.
العمل الذي قام به البخاري هدد الدين الباطني بالانقراض لانه هدف هذا العمل المنهجي هو تدمير الركيزة الروائية التي اقامها الباطنيون بعد ان قام اسيادنا الصحابة تحت قيادة ابو بكر وعثمان من بعده ومن ثم التابعين وعلى راسهم الحجاج وعبدالملك بتحصين القرآن الكريم بالمطلق، وقد اكرمهم الله بأن حقق الله على اياديهم حفظ كتابه الكريم مصداقاً لقوله عز وجل : "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
امام التهديد العظيم الذي شكله هجوم الامام البخاري الموروث الروائي المزيف بما هو ركيزة دين ابليس الباطني، وقد أُسقِط في يد الباطنيين عندما لم ينتبهوا إلا بعد ان ضرب الامام البخاري ضربته القاضية ولم يتبقى امامهم الا الانتقام منه والتضييق عليه.
وجاء الهجوم الشيعي المعاكس عبر مسلم بن الحجاج النيسابوري الذي انقذ بعض الاحاديث الشيعية وعمل على ايجاد الثغرات في منهجية البخاري لتوسيع المنافذ التي يمكن من خلالها تسريب الاحاديث المكذوبة وقد قام الرافضي الحاكم النيسابوري بإكمال عمل مسلم في تفكيك منهجية البخاري لإغراق الموروث الروائي بالاحاديث الكاذبة.
لقد كان من الطبيعي ان يقوم خلفاء البخاري في علم الحديث بالعمل على زيادة الاتقان وتشديد الشروط واذا كان الامام البخاري رضي الله عنه قد احكم جيداً الاستحكامات المنهجية فإنه على الاجيال التالية من العلماء اقفال باب الكذب والتزوير على رسول الله بالمطلق كما توالى علماء الامة على تحصين كتاب الله وعقيدة المسلمين.
هذه المهمة لا تزال معلقة وبانتظار العقول السنية المتخصصة لمتابعة عمل الامام البخاري لسد هذه الثغرة.
