ثورة 2011 : التنسيقيات

 

ثورة ٢٠١١ هي ثورة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية.

ويمكن تمييز فترتين من عمر هذه الثورة.

الفترة الاولى هي فترة استقلالية ثورة الحرية والكرامة والفترة الثانية هي فترة سرقة الثورة من قبل الاسلاميين وقياداتها الى الهزيمة.

 ١) فترة شباب الثورة والتنسيقات : هذه الفترة امتدت لعدة اشهر تخللها :

١-١) على الصعيد السياسي : تشكيل التنسيقيات في الداخل وفي الخارج وتعميم المظاهرات وظهور ثقافة ثورية كانت تعبيراً عن المستوى الاخلاقي والحضاري لشعب الشام. كما ظهر الفن الثوري عبر الاغاني والاهازيج الثورية وعبر الاستعراضات التي كانت عبارة عن لوحات استعراضية تعبر عن الروح المتوثبة والحية للشباب السوري. خلال هذه الفترة مارست العصابة النصيرية ابشع انواع الجرائم حيث انها كانت تواجه المتظاهرين العزّل بالرصاص الحي وتقوم بعمليات تمشيط داخل الاحياء والبيوت وتعتقل وتقتل وتنتهك الاعراض. ولعل اسوء ما تعرض له المتظاهرين العزّل هو انه كان يتم ارسال من يسقط جريحاً الى المشافي حيث يتلقفهم الجزارون النصيريون ليذوقوهم سوء العذاب ولكي ينتزعوا منهم اعضائهم للتجارة بها في ظروف يتفطّر قلب الانسان بمجرد تصورها. تميّزت هذه الفترة بالتغطية التي حصل عليها نظام العصابة النصيرية من جامعة الدول العربية عبر المُهَلْ التي كانت تُعطي له للقضاء على الثورة بامكانياته الخاصة قبل اللجوء الى مساعدته بالتدخل الخارجي. كان ممكن لهذه المرحلة ان تستمر حتى يتمكن بشار الاسد من ابادة جيل الثورة بواسطة عملية القتل الذكي وعبر ابادة عشرات الالاف في المعتقلات وما خرج الى العلن بتسريبات قيصر هو نقطة في بحر الاجرام الاسدي كما ان مجزرة التضامن هي عيّنة مما كان يجري حيث ان المقابر الجماعية لمجازر من هذا النوع تنتشر في كل انحاء سوريا، اضافة الى المحارق التي استوردها النظام النصيري من ايران لحرق الجثث مع دواليب السيارات المستعملة.

امام عجز العصابة النصيرية عن القضاء على ثورة الحرية والكرامة التي قادها شباب الثورة الاوائل وشباب التنسيقات تم إستجلاب المساعدات الخارجية لاحتواء الثورة واجهاضها من الداخل وهكذا تم الزج بالتنظيمات الاسلامية السلفية والاخوانية لإنقاذ النظام النصيري (راجع فصل تقييم الثورة من المنظومة الفكرية السنية) .

وبذلك اصبح شباب الثورة وشباب التنسيقات في الداخل بين نارين : نار العصابة النصيرية والميليشيات الشيعية ونار التنظيمات الاسلامية وبدأت مطاردة ثوار ال٢٠١١ وقتلهم من قبل العصابات الاجرامية السلفية والاخوانية التي كان يقودها ضباط مخابرات تابعين للنظام النصيري وحلفائه وكان يكفيهم اطلاق لحاهم حتى يتسلموا وبكل سهولة قيادة الكتائب المقاتلة التي تَدافَعَ للالتحاق بها الشباب السني المغرر به والذي كان ضحية إنخفاض مستوى الوعي وضحية دعاية قناة الجزيرة وضحية المال الخليجي.

لذلك نعود ونكرر انطلاقاً من التجربة ان تحصين الساحة السنية يجب ان يسبق اي حراك مستقبلي واداة هذا التحصين هو المنظومة الفكرية السنية التي يقوم على صياغتها نخبة من المفكرين والعلماء الشوام.

يعني معركة الوعي اولاً وإعادة تنظيم الساحة السنية قبل الذهاب الى حرب التحرير.

لقد كان هناك سباق مع الزمن من قبل شباب الثورة لتأطير الحراك الثوري وتعميم التنسيقيات والعمل على انبثاق هيكلية قيادية منبثقة من رحم الحراك الشعبي. الخلل الكبير في ثورة ٢٠١١ هي عدم وجود اطار فكري موحد وهيكلية سياسية قادرة على مواجهة الضربات التي اتت من الخلف اي من الحركات الاسلامية التي تمكنت بسهولة من استقطاب الشباب السني بسبب ضعف مستوى الوعى وبسبب حالة التسيّب التي تسود في الساحة السنية.

ولم نتمكن بسبب ظروف الثورة من بناء الاطر الفكرية والتنظيمية للحراك وعلينا ان لا نقع في نفس المأزق وان نستخدم الديناميكية الحركية من أجل بناء الأطر التنظيمية للحراك.

لكل أصحاب العقول المستنيرة، أقل ما يجب فعله هو نشر #الوعي وتحطيم الصنم بمشاركة هذه المنشورات فلن تتغير الثقافة ولن يتم مواجهة الفكر إلا بالفكر.
من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع

إرسال تعليق

أحدث أقدم