أفضل خليفة أموي هو #عثمان، وأفضل خليفة هاشمي هو #علي، رضي الله عن الاثنين لكن الأول أفضل دينيا من الثاني بإجماع الصحابة. قال الشافعي: إنّ مالكاً سئل عن عثمان وعلي، فقال: لست أجعل من خاض في الدماء كمن لم يخضها. (مناقب الشافعي للبيهقي 1|520)
على أننا بهذه الصفحة نبحث الأمر من منظور غير ديني، ويبقى عثمان له إنجازات كبيرة وفتوحات عظيمة، وبيعته تدل على شعبية هائلة له ومحبة بين الرعية. بينما خلافة علي لم يكن بها أي إنجاز ولا فتح، بل حرب أهلية قتلت من المسلمين أكثر مما قتلته الروم والفرس بغير طائل.
وكذلك فعل العباسيون لما استلموا الحكم، قتلوا مئات الآلاف من المسلمين بهدف تثبت حكمهم، وأما الجهاد فقصروا به كثيرا. فأقصى اتساع للدولة الإسلامية كان في عهد بني أمية حيث امتدت من غرب الصين إلى جنوب فرنسا، بسبب جهادهم. ثم لا تزال من بعدهم في نقص. فلما جاء بنو عباس، انكمشت الدولة، وضعفت ثم أصبح الخليفة الهاشمي منصبا رمزيا لا يملك سلطة إلا على جواريه.
أما عن نظام الحكم فبني أمية ترى الحكم للأكثر كفاءة، لذلك بنوا دولة مدنية يسودها القانون. ما قالوا نحن الأولى بالحكم بسبب نسلنا المقدس وإنما بسبب كفاءتنا بالحكم. الأولى بالحكم هم الأكفئ. بينما كان مبدأ الهاشميين على وجود حق إلهي لهم بالإمامة وبأموال المسلمين. فأعمَلوا السيف بكل من اعترض طريقهم بعماد جيش محشود بمجرمين أمثال الشعوبي أبو مسلم الخراساني.
وكان الأمويون يقربون العرب إليهم، بينما فعل الهاشميون العكس تماما. وقد قال عمر لابن عباس: "قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة" (وهذا في صحيح البخاري رقم 3700). وفعلا حفيده إبراهيم (أخو السفاح) أمر أبو مسلم الخراساني "أن لا يدع بخراسان متكلمًا بالعربية إلا قتله". لذلك قال الذهبي في السير عن الدولة العباسية: «وأنى لها العدل؟ بل أتت دولة أعجمية، خراسانية، جبارة».
وأما الأموال فبني أمية كانوا لا يأخذون المال إلا بحقه. يقول الطبري في التاريخ (7|202): «ولم يكن أحد من بني مروان يأخذ العطاء إلا عليه الغزو، فمنهم من يغزو، ومنهم من يخرج بدلا. وكان لهشام بن عبد الملك مولى يقال له يعقوب، فكان يأخذ عطاء هشام مئتي دينار ودينارا يفضل بدينار، فيأخذها يعقوب ويغزو. وتفقد هشام بعض ولده ولم يحضر الجمعة، فقال له: ما منعك من الصلاة؟ فقال: نفقت دابتي، فقال: أفعجزت عن المشي فتركت الجمعة؟! فمنعه الدابة سنة».
بالمقابل الطالبيون كانوا أغنى أثرياء العالم في ذلك الزمن رغم أنه لم تكن لهم أي صنعة. وأخبار أعطيات معاوية للحسن والحسين مشهورة، عدا ما اشترطه الحسن لنفسه من خراج العراق.
يقول د. حسين مؤنس في أطلس تاريخ الإسلام (ص51): «إن الدولة العباسية لو تنبهت إلى حقيقة وظيفتها كدولة إسلامية، وهي نشر الإسلام لا مجرد المحافظة عليه كما وجدته، لو أنها قامت برسالتها وأدخلت كل الترك والمغول في الإسلام، لأدت للإسلام والحضارة الإنسانية أجَلَّ الخدمات، ولغيّرت صفحات التاريخ. وهكذا تكون الدولة العباسية قد خذلت الإسلام في الشرق والغرب. فهي في الشرق لم تتقدم وتُدخل كل الأتراك والمغول في الإسلام، كما تمكنت الدولة الأموية من إدخال الإيرانيين ومعظم الأتراك في الإسلام وفتحت أبواب الهند لهذا الدين. وفي الغرب قعدت الدولة العباسية عن فتح القسطنطنية. ولو أنها فعلت ذلك لدخل أجناس الصقالبة والخزر والبلغار الأتراك في الإسلام تبعاً لذلك، إذ لم تكن قد بقيت أمام هذه الأجناس العظيمة أية ديانة سماوية أخرى يدخلونها. وهنا ندرك الفرق الجسيم بين الدولة الأموية والدولة العباسية. فالأولى أوسعت للإسلام مكاناً في معظم أراضي الدولة البيزنطية، وأدخلت أجناس البربر جميعاً في الإسلام، ثم انتزعت شبه جزيرة أيبريا (الأندلس) من القوط الغربيين، ثم اقتحمت على الفرنجة والبرغنديين واللومبارد بلادهم بالإسلام، وحاولت ثلاث مرات الاستيلاء على القسطنطنية. أما العباسيون فلم يضيفوا -رغم طول عمر دولتهم- إلى عالم الإسلام إلا القليل، ومعظمه في شرقي آسيا الصغرى»، أي شرق تركيا.
من جدار د. وسام دكتوراه في علم الحديث
الانتصار في معركة الوعي - السبئيين السنة كلاب حراسة
الاختراقات الشيطانية السبئية في الاسلام
السبئية هي دين إبليس
هل أنت سبئي ام مسلم
Tags:
الدولة الأموية